للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ

الْمَلِكِ الْأَشْرَفِ

مُوسَى بْنِ الْمَلِكِ الْمَنْصُورِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَلِكِ الْمُجَاهِدِ أَسَدِ الدِّينِ شِيرْكُوهْ بن ناصر الدين محمد بن أَسَدِ الدِّينِ شِيرْكُوهُ الْكَبِيرِ، كَانُوا مُلُوكَ حِمْصَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ إِلَى هَذَا الْحِينِ، وَقَدْ كان من الكرماء الموصوفين، وكبراء الدماشقة المترفين، معتنيا بالمأكل والمشرب وَالْمَلَابِسِ وَالْمَرَاكِبِ وَقَضَاءِ الشَّهَوَاتِ وَالْمَآرِبِ وَكَثْرَةِ التَّنَعُّمِ بالمغاني والحبائب، ثم ذهب ذلك كأن لم يكن أو كأضغاث أحلام، أو كظل زائل، وبقيت تبعاته وعقوباته وحسابه وعاره. وَلَمَّا تُوُفِّيَ وُجِدَتْ لَهُ حَوَاصِلُ مِنَ الْجَوَاهِرِ النفيسة والأموال الكثيرة، وصار مُلْكُهُ إِلَى الدَّوْلَةِ الظَّاهِرِيَّةِ، وَتُوُفِّيَ مَعَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الْأَمِيرُ حُسَامُ الدِّينِ الْجُوكَنْدَارُ نَائِبُ حَلَبَ.

وَفِيهَا كَانَتْ كَسْرَةُ التَّتَارِ عَلَى حِمْصَ وَقُتِلَ مُقَدَّمُهُمْ بَيْدَرَةُ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ الْحَسَنِ الجميل.

وفيها توفى الرَّشِيدِ الْعَطَّارِ الْمُحَدِّثِ بِمِصْرَ. وَالَّذِي حَضَرَ مَسْخَرَةَ الْمَلِكِ الْأَشْرَفِ مُوسَى بْنِ الْعَادِلِ وَالتَّاجِرِ الْمَشْهُورِ الحاج نصر بن دس وَكَانَ مُلَازِمًا لِلصَّلَوَاتِ بِالْجَامِعِ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي الْيَسَارِ وَالْخَيْرِ.

الْخَطِيبُ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ

عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ جَمَالِ الدِّينِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ، كَانَ خَطِيبًا بِدِمَشْقَ وَنَابَ فِي الْحُكْمِ عَنْ أَبِيهِ فِي الدَّوْلَةِ الْأَشْرَفِيَّةِ، بَعْدَ ابْنِ الصَّلَاحِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ في دار الخطابة في تاسع عشرين جمادى الاولى، وصلى عليه بالجامع وَدُفِنَ عِنْدَ أَبِيهِ بِقَاسِيُونَ، وَكَانَتْ جِنَازَتُهُ حَافِلَةً، وقد جاوز الثمانين بخمس سنين، وتولى بعده الخطابة والغزالية ولده مجد الدِّينِ، وَبَاشَرَ مَشْيَخَةَ دَارِ الْحَدِيثِ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو شَامَةَ.

مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد

ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُرَاقَةَ الْحَافِظُ الْمُحَدِّثُ الْأَنْصَارِيُّ الشَّاطِبِيُّ أَبُو بَكْرٍ الْمَغْرِبِيُّ، عَالِمٌ فَاضِلٌ دين أقام بحلب مدة، ثم اجتاز بدمشق قاصدا مصر. وقد تولى دَارَ الْحَدِيثِ الْكَامِلِيَّةَ بَعْدَ زَكِيِّ الدِّينِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْمُنْذِرِيِّ، وَقَدْ كَانَ لَهُ سَمَاعٌ جَيِّدٌ بِبَغْدَادَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ، وَقَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ.

الشَّيْخُ الصَّالِحُ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ يَحْيَى الشَّيْخِ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَبَّارِيُّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ

كَانَ مُقِيمًا بِغَيْطٍ لَهُ يَقْتَاتُ مِنْهُ وَيَعْمَلُ فِيهِ وَيَبْدُرُهُ، ويتورع جدا ويطعم الناس من ثماره. توفى في سادس شعبان بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَكَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَيَرْدَعُ الْوُلَاةَ عَنِ الظلم فيسمعون منه ويطيعونه لزهده، وَإِذَا جَاءَ النَّاسُ إِلَى زِيَارَتِهِ إِنَّمَا يُكَلِّمُهُمْ مِنْ طَاقَةِ الْمَنْزِلِ وَهُمْ رَاضُونَ مِنْهُ بِذَلِكَ، وَمِنْ غَرِيبِ مَا حُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ بَاعَ دَابَّةً لَهُ مِنْ رَجُلٍ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أيام جاء الرجل الّذي اشتراها فقال: يا سيدي إن الدابة التي اشتريتها منك لَا تَأْكُلُ عِنْدِي شَيْئًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>