وأسرهم، فقتل عمه محمدا وابنه أحمد وبنى عمه كلهم، إلا عبد الرحمن وخلقا من رءوس أمرائهم، وابتنى قرية هنالك وسماها فتح آباذ، ثم سار إلى غزنة فدخلها في شعبان، فأظهر العدل وسلك سيرة جده محمود، فأطاعه الناس، وكتب إليه أصحاب الأطراف بالانقياد والاتباع والطاعة، غير أنه أهلك قومه بيده، وهذا من جملة سعادة السلاجقة.
وفيها اختلف أولاد حماد على العزيز باديس صاحب إفريقية، فسار إليهم فحاصرهم قريبا من سنتين، ووقع بإفريقية في هذه السنة غلاء شديد بسبب تأخر المطر، ووقع ببغداد فتنة عظيمة بين الروافض والسنة من أهل الكرخ، وأهل باب البصرة، فقتل بينهم خلق كثير من الفريقين. ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[محمد بن الحسين]
ابن الفضل بن العباس، أبو يعلى البصري الصوفي، أذهب عمره في الاسفار والتغريب، وقدم بغداد في سنة ثنتين وثلاثين، فحدث بها عن أبى بكر بن أبى الحديد الدمشقيّ، وأبى الحسين بن جميع الغساني، وكان ثقة صدوقا دينا حسن الشعر.
[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة]
فيها ملك طغرلبك جرجان وطبرستان، ثم عاد إلى نيسابور مؤيدا منصورا. وفيها ولى ظهير الدولة بن جلال الدولة أبى جعفر بن كالويه بعد وفاة أبيه، فوقع الخلف بينه وبين أخويه أبى كاليجار وكرسانيف. وفيها دخل أبو كاليجار همذان ودفع الغز عنها. وفيها شعثت الأكراد ببغداد لسبب تأخر العطاء عنهم. وفيها سقطت قنطرة بنى زريق على نهر عيسى، وكذا القنطرة الكثيفة التي تقابلها. وفيها دخل بغداد رجل من البلغار يريد الحج، وذكر أنه من كبارهم، فأنزل بدار الخلافة وأجرى عليه الأرزاق، وذكر أنهم مولدون من الترك والصقالبة، وأنهم في أقصى بلاد الترك، وأن النهار يقصر عندهم حتى يكون ست ساعات، وكذلك الليل، وعندهم عيون وزروع وثمار، على غير مطر ولا سقى. وفيها قرئ الاعتقاد القادري الّذي جمعه الخليفة القادر، وأخذت خطوط العلماء والزهاد عليه بأنه اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فسق وكفر، وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو الحسن على بن عمر القزويني، ثم كتب بعده العلماء، وقد سرده الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي بتمامه في منتظمه، وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[بهرام بن منافية]
أبو منصور الوزير لأبى كاليجار، كان عفيفا نزها صينا، عادلا في سيرته، وقد وقف خزانة