ويسعى سعيين، قال الشافعيّ وقال بعض الناس طوافان وسعيان واحتج فيه برواية ضعيفة عن على قال جعفر يروى عن على قولنا رويناه عن النبي ﷺ لكن قال أبو داود ثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع. قالا: ثنا أبو عاصم عن معروف يعنى ابن خربوذ المكيّ حدثنا أبو الطفيل قال رأيت النبي ﷺ يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن ثم يقبله، زاد محمد بن رافع ثم خرج الى الصفا والمروة فطاف سبعا على راحلته وقد رواه مسلم في صحيحه من حديث أبى داود الطيالسي عن معروف بن خربوذ به بدون الزيادة التي ذكرها محمد بن رافع وكذلك رواه عبيد الله بن موسى عن معروف بدونها ورواه الحافظ البيهقي عن أبى سعيد بن أبى عمرو عن الأصم عن يحيى بن أبى طالب عن يزيد بن أبى حكيم عن يزيد بن مالك عن أبى الطفيل بدونها فالله أعلم. وقال الحافظ البيهقي أنبأنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبى إسحاق قالا ثنا أبو جعفر محمد بن على بن رحيم ثنا احمد ابن حازم أنبأنا عبيد الله بن موسى وجعفر بن عون قالا أنبأنا أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله ابن عمار قال رأيت رسول الله ﷺ يسعى بين الصفا والمروة على بعير لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وقال البيهقي كذا قالا. وقد رواه جماعة غير أيمن فقالوا يرمى الجمرة يوم النحر قال ويحتمل أن يكونا صحيحين قلت رواه الامام احمد في مسندة عن وكيع وقران بن تمام وأبى قرة موسى بن طارف قاضى أهل اليمن وأبى احمد محمد بن عبد الله الزبيري ومعتمر بن سليمان عن أيمن بن نابل الحبشي أبى عمران المكيّ نزيل عسقلان مولى أبى بكر الصديق وهو ثقة جليل من رجال البخاري عن قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي أنه رأى رسول الله ﷺ يرمى الجمرة يوم النحر من بطن الوادي على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وهكذا رواه الترمذي عن احمد بن منيع عن مروان بن معاوية وأخرجه النسائي عن إسحاق بن راهويه وابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة كلاهما عن وكيع كلاهما عن أيمن بن نابل عن قدامة كما رواه الامام احمد وقال الترمذي حسن صحيح.
[فصل]
قال جابر في حديثه: حتى إذا كان آخر طوافه عند المروة قال إني لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لم أسق الهدى. رواه مسلم ففيه دلالة على من ذهب الى أن السعي بين الصفا والمروة أربعة عشر كل ذهاب وإياب يحسب مرة قاله جماعة من أكابر الشافعية. وهذا الحديث رد عليهم لأن آخر الطواف عن قولهم يكون عند الصفا لا عند المروة ولهذا قال احمد في روايته في حديث جابر فلما كان السابع عند المروة قال أيها الناس إني لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لم أسق الهدى وجعلتها عمرة فمن لم يكن معه هدى فليحل وليجعلها عمرة فحل الناس كلهم. وقال مسلم فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي ﷺ ومن كان معه هدى.