فلا نفعل. قال الحافظ البيهقي وقد رواه سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وشعبة عن منصور فلم يذكر فيه السعي. قال وأبو نصر هذا مجهول وإن صح فيحتمل أنه أراد طواف القدوم وطواف الزيارة قال وقد روى بأسانيد أخر عن على مرفوعا وموقوفا ومدارها على الحسن بن عمارة وحفص ابن أبى داود وعيسى بن عبد الله وحماد بن عبد الرحمن وكلهم ضعيف لا يحتج بشيء مما رووه في ذلك والله اعلم. قلت والمنقول في الأحاديث الصحاح خلاف ذلك فقد قدمنا عن ابن عمر في صحيح البخاري أنه أهل بعمرة وأدخل عليها الحج فصار قارنا وطاف لهما طوافا واحدا بين الحج والعمرة وقال هكذا فعل رسول الله ﷺ.
وقد روى الترمذي وابن ماجة والبيهقي من حديث الدراوَرْديّ عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال قال رسول الله ﷺ: من جمع بين الحج والعمرة طاف لهما طوافا واحدا وسعى لهما سعيا واحدا. قال الترمذي وهذا حديث حسن غريب. قلت اسناده على شرط مسلم. وهكذا جرى لعائشة أم المؤمنين فإنّها كانت ممن أهل بعمرة لعدم سوق الهدى معها فلما حاضت أمرها رسول الله ﷺ أن تغتسل وتهل بحج مع عمرتها فصارت قارنة فلما رجعوا من منى طلبت أن يعمرها من بعد الحج فأعمرها تطييبا لقلبها كما جاء مصرحا به في الحديث.
وقد قال الامام أبو عبد الله الشافعيّ أنبأنا مسلم - هو ابن خالد - الزنجي عن ابن جريج عن عطاء أن رسول الله قال لعائشة طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك. وهذا ظاهره الإرسال وهو مسند في المعنى بدليل ما قال الشافعيّ أيضا أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبى نجيح عن عطاء عن عائشة عن النبي ﷺ قال الشافعيّ وربما قال سفيان عن عطاء عن عائشة وربما قال عن عطاء أن النبي ﷺ قال لعائشة فذكره قال الحافظ البيهقي ورواه ابن أبى عمر عن سفيان بن عيينة موصولا. وقد رواه مسلم من حديث وهيب عن ابن طاوس عن ابن عباس عن أبيه عن عائشة بمثله. وروى مسلم من حديث ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول دخل رسول الله على عائشة وهي تبكى فقال مالك تبكين قالت أبكى إن الناس حلوا ولم أحل وطافوا بالبيت ولم أطف وهذا الحج قد حضر قال إن هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي وأهلي بحج قالت ففعلت ذلك، فلما طهرت قال طوفي بالبيت وبين الصفا والمروة ثم قد حللت من حجك وعمرتك قالت يا رسول الله انى أجد في نفسي من عمرتي أنى لم أكن طفت حتى حججت قال اذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم.
وله من حديث ابن جريج أيضا أخبرنى أبو الزبير سمعت جابرا قال لم يطف النبي ﷺ وأصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا، وعند أصحاب أبى حنيفة ﵀ أن النبي ﷺ وأصحابه الذين ساقوا الهدى كانوا قد قرنوا بين الحج والعمرة كما دل عليه الأحاديث المتقدمة والله اعلم.
وقال الشافعيّ أنبأنا إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على قال في القارن يطوف طوافين