للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحظي عند النصارى حتى صار من أمره ما صار، وقد كان من أشد الناس على المسلمين، أخذ منهم بلادا كثيرة عنوة، من ذلك طرسوس والاذنة وعين زربة والمصيصة وغير ذلك، وقتل من المسلمين خلقا لا يعلمهم إلا الله، وسبى منهم ما لا يعلم عدتهم إلا الله، وتنصروا أو غالبهم، وهو الّذي بعث تلك القصيدة إلى المطيع كما تقدم.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[محمد بن أحمد بن الحسين]

ابن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله أبو على الصواف، روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقته، وعنه خلق منهم الدار قطنى. وقال ما رأت عيناي مثله في تحريره ودينه، وقد بلغ تسعا وثمانين سنة .

[محارب بن محمد بن محارب]

أبو العلاء الفقيه الشافعيّ من ذرية محارب بن دثار، كان ثقة عالما، روى عن جعفر الفريابي وغيره.

[أبو الحسين أحمد بن محمد]

المعروف بابن القطان أحد أئمة الشافعية، تفقه على ابن سريج، ثم الشيخ أبى إسحاق الشيرازي وتفرد برياسة المذهب بعد موت أبى القاسم الدارانيّ، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وكانت الرحلة إليه ببغداد، ودرس بها وكتب شيئا كثيرا. توفى في جمادى الأولى منها.

[ثم دخلت سنة ستين وثلاثمائة]

في عاشر محرمها عملت الرافضة بدعتهم المحرمة على عادتهم المتقدمة. وفي ذي القعدة منها أخذت القرامطة دمشق وقتلوا نائبها جعفر بن فلاح، وكان رئيس القرامطة وأميرهم الحسين بن أحمد بن بهرام وقد أمده عز الدولة من بغداد بسلاح وعدد كثيرة، ثم ساروا إلى الرملة فأخذوها وتحصن بها من كان بها من المغاربة نوابا. ثم إن القرامطة تركوا عليهم من يحاصرها ثم ساروا نحو القاهرة في جمع كثير من الأعراب والإخشيدية والكافورية، فوصلوا عين شمس فاقتتلوا هم وجنود جوهر القائد قتالا شديدا، والظفر للقرامطة وحصروا المغاربة حصرا عظيما. ثم حملت المغاربة في بعض الأيام على ميمنة القرامطة فهزمتها ورجعت القرامطة إلى الشام فجدوا في حصار باقي المغاربة فأرسل جوهر إلى أصحابه خمسة عشر مركبا ميرة لأصحابه، فأخذتها القرامطة سوى مركبين أخذتها الأفرنج. وجرت خطوب كثيرة. ومن شعر الحسين بن أحمد بن بهرام أمير القرامطة في ذلك:

زعمت رجال الغرب أنى هبتها … فدمى إذن ما بينهم مطلول

يا مصر إن لم أسق أرضك من دم … يروى تراك فلا سقاني النيل

وفيها تزوج أبو تغلب بن حمدان بنت بختيار عز الدولة وعمرها ثلاث سنين على صداق مائة

<<  <  ج: ص:  >  >>