إما من الأنبياء أو الصالحين ولكن قربت الظنون أنه دانيال لأن دانيال كان قد أخذه ملك الفرس فأقام عنده مسجونا كما تقدم. وقد روى باسناد صحيح الى أبى العالية أن طول انفه شبر. وعن أنس ابن مالك باسناد جيد أن طول انفه ذراع فيحتمل على هذا أن يكون رجلا من الأنبياء الأقدمين قبل هذه المدد والله أعلم.
وقد
قال أبو بكر بن أبى الدنيا في كتاب احكام القبور حدثنا أبو بلال محمد بن الحارث بن عبد الله ابن أبى بردة بن أبى موسى الأشعري حدثنا أبو محمد القاسم بن عبد الله عن ابى الأشعث الأحمري قال قال رسول الله ﷺ ان دانيال دعا ربه ﷿ ان يدفنه امة محمد فلما افتتح أبو موسى الأشعري تستر وجده في تابوت تضرب عروقه ووريده وقد
كان رسول الله ﷺ قال من دل على دانيال فبشروه بالجنة فكان الّذي دل عليه رجل يقال له حرقوص فكتب أبو موسى الى عمر بخبره فكتب اليه عمر أن أدفنه وابعث الى حرقوص فان النبي ﷺ بشره بالجنة وهذا مرسل من هذا الوجه وفي كونه محفوظا نظر والله اعلم.
ثم قال ابن ابى الدنيا حدثنا أبو بلال حدثنا قاسم بن عبد الله عن عنبسة بن سعيد وكان عالما قال وجد أبو موسى مع دانيال مصحفا وجرة فيها ودك ودراهم وخاتمه فكتب أبو موسى بذلك الى عمر فكتب اليه عمر أما المصحف فابعث به إلينا وأما الودك فابعث إلينا منه ومر من قبلك من المسلمين يستشفون به واقسم الدراهم بينهم وأما الخاتم فقد نفلناكه * وروى عن ابن ابى الدنيا من غير وجه ان أبا موسى لما وجده وذكروا له انه دانيال التزمه وعانقه وقبله. وكتب الى عمر يذكر له امره وانه وجد عنده مالا موضوعا قريبا من عشرة آلاف درهم وكان من جاء اقترض منها فان ردها والا مرض وان عنده ربعة فامر عمر بان يغسل بماء وسدر ويكفن ويدفن ويخفى قبره فلا يعلم به أحد وامر بالمال أن يرد الى بيت المال وبالربعة فتحمل اليه ونفله خاتمه. وروى عن أبى موسى انه أمر اربعة من الاسراء فسكروا نهرا وحفروا في وسطه قبرا فدفنه فيه ثم قدم الأربعة الاسراء فضرب أعناقهم فلم يعلم موضع قبره غير أبى موسى الأشعري ﵁ * وقال ابن ابى الدنيا حدثني إبراهيم بن عبد الله حدثنا احمد بن عمرو بن السرح حدثنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن ابى الزناد عن أبيه قال رأيت في يد ابن بردة بن ابى موسى الأشعري خاتما نقش فصه أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل قال ابو بردة هذا خاتم ذلك الرجل الميت الّذي زعم أهل هذه البلدة أنه دانيال اخذه أبو موسى يوم دفنه. قال أبو بردة فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا ان الملك الّذي كان دانيال في سلطانه جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له انه يولد ليلة كذا وكذا غلام يعور ملكك ويفسده فقال الملك والله لا يبقى تلك الليلة غلام الا قتلته الا أنهم أخذوا دانيال فالقوه في اجمة الأسد فبات