للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ حِينَ أَرَادَ أَخُوهُ قَتْلَهُ: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النار، وذلك جزاء الظالمين) وَرُوِيَ أَنَّ آخِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عُثْمَانَ مِنَ الدَّارِ، بَعْدَ أَنْ عَزَمَ عَلَيْهِمْ في الخروج، الحسن بن على وقد خرج، وَكَانَ أَمِيرَ الْحَرْبِ عَلَى أَهْلِ الدَّارِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.

وَرَوَى مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَوْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَلْبَسْ سِلَاحَهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ألا يوم الدار ويوم نجرة الحروري. قال أبو جعفر الداريّ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَصْبَحَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ أَفْطِرْ عِنْدَنَا» فَأَصْبَحَ صَائِمًا وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ، وَقَالَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين اخرج فاجلس بالفناء فيرى الناس وَجْهُكَ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ارْتَدَعُوا. فَضَحِكَ وَقَالَ: يَا كَثِيرُ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ وَكَأَنِّي دَخَلْتُ عَلَى نبي الله وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: «ارْجِعْ فَإِنَّكَ مُفْطِرٌ عِنْدِي غَدًا» ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: وَلَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ وَاللَّهِ غَدًا أَوْ كَذَا وَكَذَا إِلَّا وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، قَالَ: فَوَضَعَ سَعْدٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ السِّلَاحَ وَأَقْبَلَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى عُثْمَانَ.

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ- مَوْلًى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ- حَدَّثَنِي ابْنُ الصَّلْتِ قَالَ:

أَغْفَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ تَمَنَّى عُثْمَانُ أُمْنِيَةً لَحَدَّثْتُكُمْ. قَالَ: قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِّثْنَا فَلَسْنَا نَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي هَذَا، «فَقَالَ: إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ» . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ الْبَجَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ محصور، فقال لي: يا كثير ما أرادنى إِلَّا مَقْتُولًا يَوْمِي هَذَا. قَالَ: قُلْتُ يَنْصُرُكَ اللَّهُ عَلَى عَدُوِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ عَلَيَّ فَقُلْتُ وُقِّتَ لَكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ شَيْءٌ؟ أَوْ قِيلَ لَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا! وَلَكِنِّي سَهِرْتُ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ الماضية، فلما كان وقت السَّحَرِ أَغْفَيْتُ إِغْفَاءَةً فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمْرَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِي: يَا عُثْمَانُ الْحَقْنَا لَا تَحْبِسْنَا، فَإِنَّا نَنْتَظِرُكَ» قَالَ: فَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ. وَقَالَ [١] ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ لِأَسْلَمِ عَلَيْهِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَخِي، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فِي هَذِهِ الْخَوْخَةِ- قَالَ: وَخَوْخَةٌ فِي الْبَيْتِ- فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ حَصَرُوكَ؟

قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: عَطَّشُوكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ! فَأَدْلَى دَلْوًا فِيهِ مَاءٌ فَشَرِبْتُ حَتَّى رويت حتى إني


[١] كذا بأصل المصرية. وفي عقد الجمان للبدر العيني. رواه ابن أبى الدنيا: وعن عبد الله ابن سلام إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>