للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا في رحالنا وفي ركائبنا يحفظها لنا،

قال فأمر له رسول الله بمثل ما أمر به للقوم، وقال «أما أنه ليس بشّركم مكانا» أي لحفظه ضيعة أصحابه ذلك الّذي يريد رسول الله ، قال ثم انصرفوا عن رسول الله وجاءوا مسيلمة بما أعطاه رسول الله ، فلما انتهوا الى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم. وقال: إني قد أشركت في الأمر معه، وقال لوفده الذين كانوا معه ألم يقل لكم حين ذكرتموني له أما إنه ليس بشركم مكانا، ما ذاك إلا لما كان يعلم أنى قد أشركت في الأمر معه ثم جعل يسجع لهم السجعات ويقول لهم فيما. يقول مضاهاة للقرآن: لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشا. وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة، وهو مع هذا يشهد لرسول الله بأنه نبي. فاصفقت (١) معه بنو حنيفة على ذلك. قال ابن إسحاق فالله أعلم أي ذلك كان. وذكر السهيليّ وغيره أن الرّحال بن عنفوة - واسمه نهار بن عنفوة - وكان قد أسلم وتعلم شيئا من القرآن وصحب رسول الله مدة،

وقد مر عليه رسول الله وهو جالس مع أبى هريرة وفرات بن حيان فقال لهم: «أحدكم ضرسه في النار مثل أحد» فلم يزالا خائفين حتى ارتد الرحال مع مسيلمة وشهد له زورا أن رسول الله أشركه في الأمر معه، وألقى اليه شيئا مما كان يحفظه من القرآن فادعاه مسيلمة لنفسه فحصل بذلك فتنة عظيمة لبني حنيفة وقد قتله زيد بن الخطاب يوم اليمامة كما سيأتي. قال السهيليّ وكان مؤذن مسيلمة يقال له حجير، وكان مدبر الحرب بين يديه محكم بن الطفيل، وأضيف اليهم سجاح وكانت تكنى أم صادر تزوجها مسيلمة وله معها أخبار فاحشة، واسم مؤذنها زهير بن عمرو وقيل جنبة بن طارق، ويقال إن شبث بن ربعي أذن لها أيضا ثم أسلم وقد أسلمت هي أيضا أيام عمر بن الخطاب فحسن إسلامها، وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: وقد كان مسيلمة بن حبيب كتب الى رسول الله من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله، سلام عليك أما بعد فانى قد أشركت في الأمر معك فان لنا نصف الأمر ولقريش نصف الأمر، ولكن قريشا قوم لا يعتدون. فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب

فكتب اليه رسول الله ، ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى، أما بعد ف ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾. قال وكان ذلك في آخر سنة عشر - يعنى ورود هذا الكتاب -

قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق فحدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال سمعت رسول الله حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه يقول لهما: «وأنتما تقولان مثل ما يقول؟» قالا نعم! فقال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.

وقال أبو داود الطيالسي حدثنا المسعودي عن عاصم عن أبى وائل عن عبد الله


(١) أصفقت: أي اجتمعت معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>