للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت لفهر في قريش خطابة … يعوذ بها عند اشتجار المخاطب

وما زال منهم مالك خير مالك … وأكرم مصحوب وأكرم صاحب

وللنضر طول يقصر الطرف دونه … بحيث التقى ضوء النجوم الثواقب

لعمري لقد أبدى كنانة قبله … محاسن تأبى إن تطوع لغالب

ومن قبله أبقى خزيمة حمده … تليد تراث عن حميد الأقارب

ومدركة لم يدرك الناس مثله … أعف وأعلى عن دني المكاسب

والياس كان اليأس منه مقارنا … لأعدائه قبل اعتداد الكتائب

وفي مضر يستجمع الفخر كله … إذا اعتركت يوما زحوف المقانب

وحل نزار من رياسة أهله … محلا تسامى عن عيون الرواقب

وكان معد عدة لوليه … إذا خاف من كيد العدو المحارب

وما زال عدنان إذا عد فضله … توحد فيه عن قرين وصاحب

وأد تأدى الفضل منه بغاية … وأرث حواه عن قروم اشايب

وفي أدد حلم تزين بالحجا … إذا الحلم أزهاه قطوب الحواجب

وما زال يستعلى هميسع بالعلى … ويتبع آمال البعيد المراغب

ونبت بنته دوحت العز وابتنى … معاقلة في مشمخر الأهاضب

وحيزت لقيذار سماحة حاتم … وحكمة لقمان وهمة حاجب

هموا نسل إسماعيل صادق وعده … فما بعده في الفخر مسعى لذاهب

وكان خليل الله أكرم من عنت … له الأرض من ماش عليها وراكب

وتارح ما زالت له أريحية … تبين منه عن حميد المضارب

وناحور نحار العدي حفظت له … مآثر لما يحصها عد حاسب

وأشرع في الهيجاء ضيغم غابة … يقد الطلي بالمرهفات القواضب

وأرغو ناب في الحروب محكم … ضنين على نفس المشح المغالب

وما فالغ في فضله تلو قومه … ولا عابر من دونهم في المراتب

وشالخ وارفخشذ وسام سمت بهم … سجايا حمتهم كل زار وعائب

وما زال نوح عند ذي العرش فاضلا … يعدده في المصطفين الأطائب

ولمك أبوه كان في الروع رائعا … جريئا على نفس الكمي المضارب

ومن قبل لمك لم يزل متوشلخ … يذود العدي بالذائدات الشوازب

<<  <  ج: ص:  >  >>