للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واما وفاته

فقال الامام احمد في مسندة حدثنا قبيصة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن أبى عمرو عن المطلب عن أبى هريرة أن رسول الله قال: كان داود فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع الى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة والله لنفتضحن بداود فجاء داود فإذا الرجل قائم في وسط الدار فقال له داود من أنت فقال أنا الّذي لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب فقال داود أنت والله إذن ملك الموت مرحبا بأمر الله ثم مكث حتى قبضت روحه فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس فقال سليمان للطير أظلى على داود فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض فقال سليمان للطير اقبضى جناحا قال قال أبو هريرة فطفق رسول الله يرينا كيف فعلت الطير وقبض رسول الله بيده وغلبت عليه يومئذ المضرحية. انفرد بإخراجه الامام احمد واسناده جيد قوى رجاله ثقات ومعنى قوله وغلبت عليه يومئذ المضرحية أي وغلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الاجنحة واحدها مضرحى * قال الجوهري وهو الصقر الطويل الجناح وقال السدي عن أبى مالك عن ابن عباس قال مات داود فجأة وكان بسبت وكانت الطير تظله. وقال السدي أيضا عن أبى مالك وعن سعيد بن جبير قال مات داود يوم السبت فجأة. وقال إسحاق بن بشر عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن قال مات داود وهو ابن مائة سنة ومات يوم الأربعاء فجأة. وقال أبو السكن الهجريّ مات إبراهيم الخليل فجأة وداود فجأة وابنه سليمان فجأة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين رواه ابن عساكر وروى عن بعضهم أن ملك الموت جاءه وهو نازل من محرابه فقال له دعني أنزل أو أصعد فقال يا نبي الله قد نفدت السنون والشهور والآثار والأرزاق. قال فخر ساجدا على مرقاة من تلك المراقي فقبضه وهو ساجد. وقال إسحاق بن بشر (١) انبأنا وافر بن سليمان عن أبى سليمان الفلسطيني عن وهب بن منبه قال إن الناس حضروا جنازة داود فجلسوا في الشمس في يوم صائف قال وكان قد شيع جنازته يومئذ أربعون ألف راهب عليهم البرانس سوى غيرهم من الناس ولم يمت في بنى إسرائيل بعد موسى وهارون أحد كانت بنو إسرائيل أشد جزعا عليه منهم على داود قال فآذاهم الحر فنادوا سليمان أن يعمل لهم وقاية لما أصابهم من الحر فخرج سليمان فنادى الطير فأجابت فأمرها أن تظل الناس فتراص بعضها الى بعض من كل وجه حتى استمسكت الريح فكاد الناس أن يهلكوا غما فصاحوا


(١) هو إسحاق بن بشر بن حذيفة البخاري صاحب كتاب المبتدإ والفتوح وتركوه وكذبه على بن المديني وقال ابن حبان لا يحل حديثه الا على جهة التعجب وقال الدارقطنيّ متروك وقوله وافر بن سليمان كذا بالنسخة الحلبية وفي النسختين المصريتين (رافد) والكل ليس بمعروف فليحرر انتهى محمود الامام

<<  <  ج: ص:  >  >>