دنا من الصفا قرأ ﴿إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ﴾ أبدأ بما بدأ الله به. فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة فرقى عليها حتى نظر الى البيت فقال عليها كما قال على الصفا. وقال الامام احمد ثنا عمر ابن هارون البلخي أبو حفص ثنا ابن جريج عن بعض بنى يعلى بن أمية عن أبيه. قال: رأيت النبي ﷺ مضطبعا بين الصفا والمروة ببرد له نجرانى.
وقال الامام احمد ثنا يونس ثنا عبد الله بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن ثنا عطية عن حبيبة بنت أبى تجزأة قالت دخلت دار حصين في نسوة من قريش (١) والنبي ﷺ يطوف بين الصفا والمروة قالت وهو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي وهو يقول لأصحابه اسعوا إن الله كتب عليكم السعي.
وقال احمد أيضا ثنا شريح ثنا عبد الله ابن المؤمل ثنا عطاء بن أبى رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت أبى تجزأة قالت رأيت النبي ﷺ يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يكور به إزاره وهو يقول اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي. تفرد به احمد.
وقد رواه احمد أيضا عن عبد الرزاق عن معمر عن واصل مولى أبى عيينة عن موسى بن عبيدة عن صفية بنت شيبة. أن امرأة أخبرتها أنها سمعت النبي ﷺ بين الصفا والمروة يقول: كتب عليكم السعي فاسعوا. وهذه المرأة هي حبيبة بنت أبى تجزأة المصرح بذكرها في الاسنادين الأولين وعن أم ولد شيبة بن عثمان. أنها أبصرت النبي ﷺ وهو يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول:«لا يقطع الأبطح الأسدا». رواه النسائي والمراد بالسعي ها هنا هو الذهاب من الصفا الى والمروة ومنها اليها وليس المراد بالسعي هاهنا الهرولة والاسراع فإن الله لم يكتبه علينا حتما بل لو مشى الإنسان على هينة في السبع الطوافات بينهما ولم يرمل في المسيل أجزأه ذلك عند جماعة العلماء لا نعرف بينهم اختلافا في ذلك. وقد نقله الترمذي ﵀ عن أهل العلم. ثم قال ثنا يوسف بن عيسى ثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن كثير بن جهمان قال رأيت ابن عمر يمشى في المسعى فقلت أتمشي في السعي بين الصفا والمروة فقال لئن سعيت فقد رأيت رسول الله ﷺ يسعى ولئن مشيت لقد رأيت رسول الله ﷺ يمشى وأنا شيخ كبير. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح. وقد روى سعيد ابن جبير عن ابن عباس نحو هذا. وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث عطاء بن السائب عن كثير بن جهمان السلمي الكوفي عن ابن عمر فقول ابن عمر إنه شاهد الحالين منه ﷺ