عبد ولا أمة ولا مأوى يأويان اليه اين ما جنهما الليل أويا فلما أرادا أن يتفرقا قال له يحبى أوصني قال لا تغضب قال لا أستطيع الا أن اغضب قال لا تقتن مالا قال أما هذه فعسى.
وقد اختلفت الرواية عن وهب بن منبه هل مات زكريا ﵇ موتا أو قتل قتلا على روايتين فروى عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه عن وهب بن منبه أنه قال هرب من قومه فدخل شجرة فجاءوا فوضعوا المنشار عليهما فلما وصل المنشار الى أضلاعه أن فأوحى الله اليه لئن لم يسكن أنينك لأقلبن الأرض ومن عليها فسكن أنينه حتى قطع باثنتين. وقد روى هذا في حديث مرفوع سنورده بعد ان شاء الله * وروى إسحاق بن بشر عن إدريس بن سنان عن وهب أنه قال الّذي انصدعت له الشجرة هو شعيا فأما زكريا فمات موتا فالله أعلم.
وقال الامام احمد حدثنا عفان أنبأنا أبو خلف موسى بن خلف وكان يعد من البدلاء حدثنا يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث الأشعري أن النبي ﷺ قال ان الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وان يأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بهن وكاد أن يبطئ فقال له عيسى ﵇ إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بهن. فاما أن تبلغهن وإما أن ابلغهن فقال يا أخى إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بى قال فجمع يحيى بنى إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله واثنى عليه ثم قال إن الله ﷿ أمرنى بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم ان تعملوا بهن. وأولهن أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا فان مثل ذلك مثل من اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدى غلته الى غير سيده فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك وأن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأمركم بالصلاة فان الله ينصب وجهه قبل عبده ما لم يلتفت فإذا صليتم فلا تلتفتوا * وأمركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك وان خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك * وأمركم بالصدقة فان مثل ذلك كمثل رجل اسره العدو فشدوا يده الى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال هل لكم أن أفتدي نفسي منكم فجعل يفتدى نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه * وآمركم بذكر الله ﷿ كثيرا فان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في اثره فأتي حصنا حصينا فتحصن فيه وأن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله ﷿ قال وقال رسول ﷺ وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فان من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام من عنقه الا أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من حثا جهنم قال يا رسول الله وان صام وصلّى قال وان صام وصلّى وزعم أنه مسلم ادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله ﷿ المسلمين المؤمنين عباد الله ﷿.
وهكذا رواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد عن ابان بن يزيد عن يحيى بن أبى كثير به. وكذلك رواه