للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام أحب أن يتقرب الى الأرض التي هاجر اليها وحث قومه عليها ولكن حال بينهم وبينها القدر رمية بحجر ولهذا قال سيد البشر. ورسول الله الى أهل الوبر والمدر. فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر.

وقال الامام حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك إن رسول الله قال لما أسرى بى مررت بموسى وهو قائم يصلى في قبره عند الكثيب الأحمر ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة به وقال السدي عن أبى مالك وأبى صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة قالوا ثم إن الله تعالى أوحى الى موسى إني متوف هارون فائت به جبل كذا وكذا فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل فإذا هم بشجرة لم تر شجرة مثلها وإذا هم ببيت مبنى وإذا هم بسرير عليه فرش وإذا فيه ريح طيبة فلما نظر هارون الى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال يا موسى إني أحب أن أنام على هذا السرير قال له موسى فنم عليه قال إني أخاف أن يأتى رب هذا البيت فيغضب على قال له لا ترهب أنا أكفيك رب هذا البيت فنم. قال يا موسى نم معى فان جاء رب هذا البيت غضب على وعليك جميعا. فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال يا موسى خدعتني فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت تلك الشجرة ورفع السرير به الى السماء فلما رجع موسى الى قومه وليس معه هارون قالوا فان موسى قتل هارون وحسده حب بنى إسرائيل له وكان هارون أكف عنهم والين لهم من موسى وكان في موسى بعض الغلظة عليهم فلما بلغه ذلك قال لهم ويحكم كان أخى أفتروني أقتله. فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله فنزل السرير حتى نظروا اليه بين السماء والأرض. ثم إن موسى بينما هو يمشى ويوشع فتاه إذ أقبلت ريح سوداء فلما نظر اليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسى وقال تقوم الساعة وأنا ملتزم موسى نبي الله فاستل موسى من تحت القميص وترك القميص في يدي يوشع. فلما جاء يوشع بالقميص أخذته بنو إسرائيل وقالوا قتلت نبي الله. فقال لا والله ما قتلته ولكنه استلّ منى فلم يصدقوه وأرادوا قتله. قال فإذا لم تصدقوني فاخرونى ثلاثة أيام فدعا الله فأتى كل رجل ممن كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى وإنا قد رفعناه إلينا فتركوه ولم يبق أحد ممن أبى أن يدخل قرية الجبارين مع موسى إلا مات ولم يشهد الفتح وفي بعض هذا السياق نكارة وغرابة والله أعلم. وقد قدمنا أنه لم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى سوى يوشع بن نون وكالب بن يوقنا وهو زوج مريم أخت موسى وهارون وهما الرجلان المذكوران فيما تقدم اللذان أشارا على ملأ بنى إسرائيل بالدخول عليهم وذكر وهب بن منبه أن موسى مر بملإ من الملائكة يحفرون قبرا فلم ير أحسن منه ولا أنضر ولا أبهج فقال يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر فقالوا لعبد من عباد الله كريم فان كنت تحب أن تكون هذا العبد فادخل هذا القبر وتمدد فيه وتوجه الى ربك وتنفس أسهل تنفس ففعل ذلك فمات صلوات الله

<<  <  ج: ص:  >  >>