صكه فرجع الى ربه ﷿ فقال أرسلتنى الى عبد لا يريد الموت قال ارجع اليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة. قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال فالآن قال فسأل الله ﷿ أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال أبو هريرة فقال رسول الله ﷺ فلو كنت ثمّ لأريتكم قبره الى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر. قال وأنبأنا معمر عن همام عن أبى هريرة عن النبي ﷺ نحوه. وقد روى مسلم الطريق الأول من حديث عبد الرزاق به ورواه الامام أحمد من حديث حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار عن أبى هريرة مرفوعا وسيأتي. وقال الامام احمد حدثنا الحسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو يونس يعنى سليم بن جبير عن أبى هريرة قال الامام أحمد لم يرفعه. قال جاء ملك الموت الى موسى ﵇ فقال أجب ربك فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها. فرجع الملك الى الله فقال إنك بعثتني الى عبد لك لا يريد الموت. قال وقد فقأ عيني قال فرد الله عينه وقال ارجع الى عبدي فقل له الحياة تريد فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم الموت قال فالآن يا رب من قريب. تفرد به احمد وهو موقوف بهذا اللفظ. وقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبى هريرة قال معمر وأخبرنى من سمع الحسن عن رسول الله فذكره ثم استشكله ابن حبان وأجاب عنه بما حاصله أن ملك الموت لما قال له هذا لم يعرفه لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى ﵇ كما جاء جبريل في صورة أعرابى وكما وردت الملائكة على إبراهيم ولوط في صورة شباب فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط أولا وكذلك موسى لعله لم يعرفه لذلك ولطمه ففقأ عينه لانه دخل داره بغير أذنه وهذا موافق لشريعتنا في جواز فقء عين من نظر إليك في دارك بغير اذن * ثم
أورد الحديث من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ جاء ملك الموت الى موسى ليقبض روحه قال له أجب ربك فلطم موسى عين ملك الموت ففقأ عينه وذكر تمام الحديث كما أشار اليه البخاري ثم تأوله على أنه لما رفع يده ليلطمه قال له أجب ربك وهذا التأويل لا يتمشى على ما ورد به اللفظ من تعقيب قوله أجب ربك بلطمه ولو استمر على الجواب الأول لتمشي له وكأنه لم يعرفه في تلك الصورة ولم يحمل قوله هذا على أنه مطابق إذ لم يتحقق في الساعة الراهنة أنه ملك كريم لانه كان يرجو أمورا كثيرة كان يحب وقوعها في حياته من خروجه من التيه ودخولهم الأرض المقدسة وكان قد سبق في قدرة الله أنه ﵇ يموت في التيه بعد هارون أخيه كما سنبينه إن شاء الله تعالى. وقد زعم بعضهم أن موسى ﵇ هو الّذي خرج بهم من التيه ودخل بهم الأرض المقدسة. وهذا خلاف ما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين. ومما يدل على ذلك قوله لما اختار الموت رب أدننى الى الأرض المقدسة رمية حجر. ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك ولكن لما كان مع قومه بالتيه وحانت وفاته عليه