منهم. وقال: لما هبط آدم إلى الأرض قال له: ابن للخراب ولد للفناء. وروى قتيبة عن جرير عن منصور عن مجاهد. ﴿وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ﴾ قال: تلعن عصاة بنى آدم دواب الأرض وما شاء الله حتى الحيات والعقارب، يقولون: منعنا القطر بذنوب بنى آدم. وقال غيره: تسلط الحشرات على العصاة في قبورهم، لما كان ينالهم من الشدة بسبب ذنوبهم، فتلك الحشرات من العقارب والحيات هي السيئات التي كانوا يعملونها في الدنيا ويستلذونها، صارت عذابا عليهم. نسأل الله العافية. وقال:
﴿إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ لكفور. وقال الامام أحمد: حدثنا عمر بن سليمان حدثني مسلم أبو عبد الله عن ليث عن مجاهد قال: من لم يستحى من الحلال خفت مؤنته وأراح نفسه. وقال عمرو بن زروق حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد. قال ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ أن لن نعاقبه بذنبه. وبهذا الاسناد قال: لم أكن أحسن ما الزخرف حتى سمعتها في قراءة عبد الله بيتا من ذهب. وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن مجاهد: إن الله ﷿ ليصلح بصلاح العبد ولده.
قال: وبلغني أن عيسى ﵇ كان يقول: طوبى للمؤمن كيف يخلفه الله فيمن ترك بخير. وقال الفضيل بن عياض عن عبيد المكتب عن مجاهد في قوله تعالى ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ﴾ الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا. وروى سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن ابن أبى نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً﴾ قال: الالّ الله ﷿. وقال في قوله تعالى ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ طاعة الله ﷿. وفي قوله تعالى ﴿وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ قال: هو الّذي يذكر الله عند الهمّ بالمعاصي. وقال الفضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ الخشوع. وفي قوله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ﴾ قال القنوت الركود والخشوع وغض البصر، وخفض الجناح من رهبة الله. وكان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن أن يشد بصره أو يلتفت أو يقلب الحصا، أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا. إلا خاشعا ما دام في صلاته.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا أبو عمرو حدثنا ابن إدريس حدثني عقبة بن إسحاق - وأثنى عليه خيرا - حدثنا ليث عن مجاهد. قال: كنت إذا رأيت العرب استخفيتها وجدتها من وراء دينها، فإذا دخلوا في الصلاة فكأنما أجساد ليست فيها أرواح. وروى الأعمش عنه قال:
إنما القلب منزلة الكف، فإذا أذنب الرجل ذنبا قبض هكذا - وضم الخنصر حتى ضم أصابعه كلها إصبعا إصبعا - قال: ثم يطبع، فكانوا يرون ذلك الران: قال الله تعالى: ﴿كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ وروى قبيصة عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد: ﴿بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾ قال: الذنوب تحيط بالقلوب كالحائط المبنى على الشيء المحيط، كلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب حتى تكون هكذا - ثم قبض يده - ثم قال: هو الران. وفي قوله: ﴿بِما﴾