للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام. وعماته ست وهن أروى. وبرة. وأميمة. وصفية. وعاتكة. وأم حكيم - وهي البيضاء - وسنتكلم على كل منهم فيما بعد ان شاء الله تعالى. كلهم أولاد عبد المطلب - واسمه شيبة - يقال لشيبة كانت في رأسه ويقال له شيبة الحمد لجوده. وانما قيل له عبد المطلب لان أباه هاشما لما مر بالمدينة في تجارته الى الشام نزل على عمرو بن زيد بن لبيد بن حرام بن خداش بن خندف بن عدي بن النجار الخزرجي النجاري وكان سيد قومه فأعجبته ابنته سلمى فخطبها الى أبيها فزوجها منه واشترط عليه مقامها عنده وقيل بل اشترط عليه أن لا تلد إلا عنده بالمدينة فلما رجع من الشام بنى بها وأخذها معه الى مكة فلما خرج في تجارة أخذها معه وهي حبلى فتركها بالمدينة ودخل الشام فمات بغزة ووضعت سلمى ولدها فسمته شيبة فأقام عند أخواله بنى عدي بن النجار سبع سنين ثم جاء عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه خفية من أمه فذهب به الى مكة. فلما رآه الناس ورأوه على الراحلة قالوا من هذا معك؟ فقال عبدي ثم جاءوا فهنئوه به وجعلوا يقولون له عبد المطلب لذلك فغلب عليه وساد في قريش سيادة عظيمة وذهب بشرفهم ورآستهم. فكان جماع أمرهم عليه وكانت اليه السقاية والرفادة بعد المطلب وهو الّذي جدد حفر زمزم بعد ما كانت مطمومة من عهد جرهم وهو أول من طلى الكعبة بذهب في أبوابها من تينك الغزالتين اللتين من ذهب وحدهما في زمزم مع تلك الأسياف القلعية قال ابن هشام: وعبد المطلب أخو أسد وفضلة وأبى صيفي وحية وخالدة ورقية والشفاء وضعيفة. كلهم أولاد هاشم واسمه عمرو وانما سمى هاشما لهشمه الثريد مع اللحم لقومه في سنى المحل كما قال مطرود بن كعب الخزاعي في قصيدته وقيل للزبعرى والد عبد الله:

عمرو الّذي هشم الثريد لقومه … ورجال مكة مسنتون عجاف

سنت اليه الرحلتان كلاهما … سفر الشتاء ورحلة الأصياف

وذلك لانه أول من سن رحلتي الشتاء والصيف وكان أكبر ولد أبيه. وحكى ابن جرير انه كان تؤام أخيه عبد شمس وان هاشما خرج ورجله ملتصقة برأس عبد شمس فما تخلصت حتى سال بينهما دم فقال الناس بذلك يكون بين أولادهما حروب فكانت وقعة بنى العباس مع بنى أمية بن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة. وشقيقهم الثالث المطلب وكان المطلب أصغر ولد أبيه وأمهم عاتكة بنت مرة ابن هلال. ورابعهم نوفل من أم أخرى وهي واقدة بنت عمرو المازنية وكانوا قد سادوا قومهم بعد أبيهم وصارت اليهم الرئاسة وكان يقال لهم المجيرون وذلك لانهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ليدخلوا في التجارات الى بلادهم فكان هاشم قد أخذ أمانا من ملوك الشام والروم وغسان وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة، وأخذ لهم نوفل من الاكاسرة، وأخذ لهم المطلب أمانا من ملوك حمير. ولهم يقول الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>