للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبى هريرة قال: جاء الذئب فأقعى بين يدي النبي وجعل يبصبص بذنبه، فقال رسول الله : هذا وافد الذئاب، جاء ليسألكم أن تجعلوا له من أموالكم شيئا، قالوا: والله لا نفعل، وأخذ رجل من القوم حجرا فرماه فأدبر الذئب وله عواء، فقال رسول الله : الذئب، وما الذئب؟ * وقد رواه البيهقي عن الحاكم عن أبى عبد الله الأصبهاني عن محمد بن مسلمة عن يزيد بن هارون عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن رجل به * ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن رجل عن مكحول عن أبى هريرة فذكره * وعن يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير، عن أبى الأوبر، عن أبى هريرة قال: صلّى رسول الله يوما صلاة الغداة ثم قال: هذا الذئب وما الذئب؟ جاءكم يسألكم أن تعطوه أو تشركوه في أموالكم، فرماه رجل بحجر فمر أو ولى وله عواء *

وقال محمد بن إسحاق عن الزهري عن حمزة بن أبى أسيد قال: خرج رسول الله في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فإذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق، فقال رسول الله : هذا جاء يستفرض فافرضوا له، قالوا: ترى رأيك يا رسول الله، قال: من كل سائمة شاة في كل عام، قالوا: كثير، قال: فأشار إلى الذئب أن خالسهم، فانطلق الذئب، رواه البيهقي *

وروى الواقدي عن رجل سماه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: بينا رسول الله في المدينة إذ أقبل ذئب فوقف بين يديه، فقال:

هذا وافد السباع إليكم فان أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه إلى غيره، وإن أحببتم تركتموه واحترزتم منه فما أخذ فهو رزقه، فقالوا: يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشيء، فأومأ إليه بأصابعه الثلاث أن خالسهم، قال: فولى وله عواء *

وقال أبو نعيم: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان، ثنا الأعمش، عن شمر بن عطية عن رجل من مزينة أن جهينة قال:

أتت وفود الذئاب قريب من مائة ذئب حين صلّى رسول الله فأقعين، فقال رسول الله :

هذه وفود الذئاب، جئنكم يسألنكم لتفرضوا لهن من قوت طعامكم وتأمنوا على ما سواه، فشكوا إليه الحاجة، قال: فأدبروهم قال: فخرجن ولهن عواء.

[وقد تكلم القاضي عياض على حديث الذئب فذكر عن أبى هريرة وأبى سعيد وعن أهبان ابن أوس وأنه كان يقال له: مكلم الذئب، قال: وقد روى ابن وهب أنه جرى مثل هذا لأبى سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، مع ذئب وجداه أخذ صبيا فدخل الصبى الحرم فانصرف الذئب فعجبا من ذلك، فقال الذئب: أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار، فقال أبو سفيان: واللات والعزى لأن ذكرت هذا بمكة ليتركنها أهلوها].

<<  <  ج: ص:  >  >>