حُكِيَ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى مَجْلِسِ قَاصٍّ فَأَثَّرَ كَلَامُهُ فِي قَلْبِي، فَلَمَّا قُمْتُ لم يبق في قلبي منه شيء، فعدت إليه ثَانِيَةً فَأَثَّرَ كَلَامُهُ فِي قَلْبِي بَعْدَ مَا قمت وفي الطريق، ثم عدت إليه ثالثة فأثر كَلَامِهِ فِي قَلْبِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فكسرت آلَاتِ الْمُخَالَفَاتِ وَلَزِمْتُ الطَّرِيقَ، فَحَكَيْتُ هَذِهِ الْحِكَايَةَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: عُصْفُورٌ اصْطَادَ كُرْكِيًّا- يعنى بالعصفور القاص وبالكركى أبا سليمان- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: لَيْسَ لِمَنْ أُلْهِمَ شَيْئًا مِنَ الخير أن يعمل به حتى يسمع به في الأثر، فإذا سمع به في الأثر عمل به فكان نورا على نور. وقال الجنيد قال أبو سليمان رُبَّمَا يَقَعُ فِي قَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ القوم فلا أقبلها إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ: الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ.