نحن الفوارس يوم الجرّ من أحد … هابت معد فقلنا نحن نأتيها
هابوا ضرابا وطعنا صادقا خذما … مما يرون وقد ضمت قواصيها
ثمت رحنا كانا عارض برد … وقام هام بنى النجار يبكيها
كأن هامهم عند الوغى فلق … من فيض ربد نفته عن أداحيها
أو حنظل دعدعته الريح في غصن … بال تعاوره منها سوافيها
قد نبذل المال سحا لا حساب له … ونطعن الخيل شزرا في مآقيها
وليلة يصطلى بالفرث جازرها … يختص بالنقرى المثرين داعيها
وليلة من جمادى ذات أندية … جربا جمادية قد بت أسريها
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة … من القريس ولا تسرى أفاعيها
أوقدت فيها لذي الضراء جاحمة … كالبرق ذاكية الأركان أحميها
أورثني ذلكم عمرو ووالده … من قبله كان بالمشتى يغاليها
كانوا يبارون أنواء النجوم فما … دنت عن السورة العليا مساعيها
قال ابن إسحاق فأجابه حسان بن ثابت ﵁ فقال (قال ابن هشام: وتروى لكعب ابن مالك وغيره. قلت وقول ابن إسحاق أشهر وأكثر والله أعلم):
سقتم كنانة جهلا من سفاهتكم … الى الرسول فجند الله مخزيها
أوردتموها حياض الموت ضاحية … فالنار موعدها والقتل لاقيها
جمعتموهم أحابيشا بلا حسب … أئمة الكفر غرّتكم طواغيها
ألا اعتبرتم بخيل الله إذ قتلت … أهل القليب ومن ألقيته فيها
كم من أسير فككناه بلا ثمن … وجزّ ناصية كنا مواليها
قال ابن إسحاق: وقال كعب بن مالك يجيب هبيرة بن أبى وهب المخزومي أيضا:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم … من الأرض خرق سيره متنعنع
صحارى وأعلام كأنّ قتامها … من البعد نقع هامد متقطع
تظل به البزل العراميس رزّحا … ويحلو به غيث السنين فيمرع
به جيف الحسرى يلوح صليها … كما لاح كتّان التجار الموضّع
به العين والآرام يمشين خلفة … وبيض نعام قيضه يتفلع
مجالدنا عن ديننا كل فخمة … مذربة فيها القوانس تلمع
وكل صموت في الصوان كأنها … إذا لبست نهى من الماء مترع