قال: فأجابه كعب بن مالك أخو بنى سلمة ﵁ فقال:
وسائلة تسائل ما لقينا … ولو شهدت رأتنا صابرينا
صبرنا لا نرى لله عدلا … على ما نابنا متوكلينا
وكان لنا النبي وزير صدق … به نعلو البرية أجمعينا
نقاتل معشرا ظلموا وعقوا … وكانوا بالعداوة مرصدينا
نعالجهم إذا نهضوا إلينا … بضرب يعجل المتسرعينا
ترانا في فضافض سابغات … كغدران الملا متسربلينا
وفي أيماننا بيض خفاف … بها نشفى مراح الشاغبينا
بباب الخندقين كأن أسدا … شوابكهن يحمين العرينا
فوارسنا إذا بكروا وراحوا … على الأعداء شوسا معلمينا
لننصر أحمدا والله حتى … نكون عباد صدق مخلصينا
ويعلم أهل مكة حين ساروا … وأحزاب أتوا متحزبينا
بان الله ليس له شريك … وان الله مولى المؤمنينا
فاما تقتلوا سعدا سفاها … فان الله خير القادرينا
سيدخله جنانا طيبات … تكون مقامة للصالحينا
كما قد ردكم فلاّ شريدا … بغيظكم خزايا خائبينا
خزايا لم تنالوا ثم خيرا … وكدتم أن تكونوا دامرينا
بريح عاصف هبت عليكم … فكنتم تحتها متكمهينا
قال ابن إسحاق وقال عبد الله بن الزبعري السهمي في يوم الخندق (قلت وذلك قبل أن يسلم).
حىّ الديار محا معارف رسمها … طول البلى وتراوح الاحقاب
فكأنما كتب اليهود رسومها … الا الكنيف ومعقد الاطناب
قفرا كأنك لم تكن تلهو بها … في نعمة بأوانس أتراب
فاترك تذكر ما مضى من عيشة … ومحلة خلق المقام يباب
واذكر بلاء معاشر واشكرهم … ساروا بأجمعهم من الأنصاب
أنصاب مكة عامدين ليثرب … في ذي غياطل جحفل جبجاب
يدع الحزون مناهجا معلومة … في كل نشز ظاهر وشعاب
فيها الجياد شوازب مجنوبة … قب البطون لواحق الاقراب