له صحبة ووفادة. قال أبو حاتم وابن مندة روى عنه سعيد بن جبير، وأبو جعفر محمد بن على، وقال البخاري له صحبة. وهكذا ذكره في أسماء الصحابة احمد بن روح البرذعي الحافظ، والدارقطنيّ، وغيرهما وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد المصري سواد بن قارب بالتخفيف. وقال عثمان الوقاصى عن محمد بن كعب القرظي كان من أشراف أهل اليمن ذكره أبو نعيم في الدلائل. وقد روى حديثه من وجوه أخر مطولة بالبسط من رواية البخاري.
وقال محمد بن إسحاق: حدثني من لا اتهم عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان انه حدث أن عمر بن الخطاب ﵁ بينما هو جالس في الناس في مسجد رسول الله ﷺ إذ أقبل رجل من العرب داخل المسجد يريد عمر بن الخطاب. فلما نظر اليه عمر قال ان الرجل لعلى شركه ما فارقه بعد أو لقد كان كاهنا في الجاهلية فسلم عليه الرجل ثم جلس، فقال له عمر: هل أسلمت؟ قال نعم يا أمير المؤمنين. قال فهل كنت كاهنا في الجاهلية؟ فقال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين، لقد خلت فىّ واستقبلتني بأمر ما أراك قلته لأحد من رعيتك منذ وليت ما وليت. فقال عمر: اللهمّ غفرا قد كنا في الجاهلية على شر من هذا نعبد الأصنام ونعتنق الأوثان حتى أكرمنا الله برسوله وبالإسلام. قال نعم والله يا أمير المؤمنين لقد كنت كاهنا في الجاهلية قال فأخبرني ما جاء به صاحبك. قال جاءني قبل الإسلام بشهر أو شيعه (١) فقال: ألم تر الى الجن وإبلاسها، وإياسها من دينها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها.
قال ابن إسحاق: هذا الكلام سجع ليس بشعر. [قال عبد الله بن كعب].
فقال عمر عند ذلك يحدث الناس: والله انى لعند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش قد ذبح له رجل من العرب عجلا، فنحن ننتظر قسمه ان يقسم لنا منه، إذ سمعت من جوف العجل صوتا ما سمعت صوتا قط أشد منه، وذلك قبل الإسلام بشهر أو شيعه يقول: يا ذريح أمر نجيح رجل يصيح يقول لا إله إلا الله. قال ابن هشام ويقال رجل يصيح بلسان فصيح يقول لا إله إلا الله قال وأنشدنى بعض أهل العلم بالشعر:
عجبت للجن وإبلاسها … وشدها العيس باحلاسها
تهوى الى مكة تبغي الهدى … ما مؤمنو الجن كأنجاسها
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا يحيى بن حجر بن النعمان الشامي حدثنا على بن منصور الأنباري عن محمد بن عبد الرحمن الوقاصى عن محمد بن كعب القرظي. قال بينما عمر بن الخطاب ﵁ ذات يوم جالس إذ مر به رجل. فقيل يا أمير المؤمنين أتعرف هذا المار؟ قال ومن هذا؟ قالوا هذا سواد بن قارب الّذي أتاه رئيه بظهور رسول الله ﷺ قال فأرسل اليه عمر. فقال له أنت سواد
(١) أي دونه بقليل، وشيع كل شيء ما هو له تبع. حكاه السهيليّ.