وفي حدة الغضبان حالة طيشه … وفي نخوة القرم المهيب المسود
وفي صولة الصهباء جاز مديرها … وفي بؤس أخلاق النديم المعربد
وفي الحر والبرد اللذين تقسما … الزمان وفي إيلام كل محسد
وفي سر تسليط النفوس بشرها … على وتحسين التعدي لمعتدى
وفي عسر العادات يشعر بالقضا … وتكحيل عين الشمس منه بإثمد
وعند اصطدام الخيل في كل موقف … يعثر فيه بالوشيج المنضد
وفي شدة الليث الصئول وبأسه … وشدة عيش بالسقام منكد
وفي جفوة المحبوب بعد وصاله … وفي غدره من بعد وعد مؤكد
وفي روعة البين المسيء وموقف … الوداع لحران الجوانح مكمدا
وفي فرقة الألاّف بعد اجتماعهم … وفي كل تشتيت وشمل مبدد
وفي كل دار أقفرت بعد أنسها … وفي طلل بال ودارس معمد
وفي هول أمواج البحار ووحشة … القفار وسيل بالمزاييب مزبد
وعند قيامي بالفرائض كلها … وحالة تسليم لسر التعبد
وعند خشوعي في الصلاة لعزة … المناجي وفي الاطراق عند التهجد
وحالة إهلال الحجيج بحجهم … وأعمالهم للعيش في كل فدفد
وفي عسر تخليص الحلال وفترة … الملال لقلب الناسك المتعبد
المظاهر الكمالية
وفي ذكريات العذاب وظلمة … الحجاب وقبض الناسك المتزهد
ويبدو بأوصاف الكمال فلا أرى … برؤيته شيئا قبيحا ولا ردى
تفكل مسيء لي إلى كمحسن … وكل مضل لي إلى كمرشد
فلا فرق عندي بين أنس ووحشة … ونور وإظلام ومدن ومبعد
وسيان إفطاري وصومي وفترتي … وجهدي ونومي وادعاء تهجدى
أرى تارة في حانة الخمر خالعا … عذارى وطورا في حنية مسجد
تجلى لسرى بالحقيقة مشرب … فوقتى ممزوج بكشف مسرمدا
تعمرت الأوطان بى وتحققت … مظاهرها عندي بعيني ومشهدي
وقلبي على الأشياء أجمع قلب … وشربى مقسوم على كل مورد
فهيكل أوثان ودير لراهب … وبيت لنيران وقبلة معبدى