للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهم فرجعوا على أعقابهم فأقاموا في أموالهم وأهليهم وخلوا بين رسول الله وبين خيبر.

وقال البخاري حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير ان سويد بن النعمان أخبره أنه خرج مع رسول الله عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي من أدنى خيبر - صلّى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثرّى فأكل وأكلنا ثم قام الى المغرب فمضمض ثم صلى ولم يتوضأ.

وقال البخاري: حدّثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن الأكوع: قال خرجنا مع رسول الله الى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك - وكان عامر رجلا شاعرا - فنزل يحدو بالقوم يقول:

لا همّ لولا أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا

فاغفر فداء لك ما أبقينا … وألقين سكينة علينا

وثبت الاقدام إن لاقينا … انا إذا صيح بنا أبينا

وبالصياح عوّلوا علينا

فقال رسول الله من هذا السائق قالوا عامر بن الأكوع قال يرحمه الله. فقال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به. فأتينا خيبر فناصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة. ثم ان الله فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الّذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال رسول الله ما هذه النيران على أي شيء توقدون قالوا على لحم قال على أي لحم قالوا لحم الحمر الانسية قال النبي اهريقوها واكسروها فقال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها فقال أو ذاك. فلما تصاف الناس كان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله وهو آخذ بيدي قال مالك قلت فداك أبى وأمى زعموا أن عامرا حبط عمله قال النبي كذب من قاله ان له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - انه لجاهد مجاهد قلّ عربي مشى بها مثله. ورواه مسلم من حديث حاتم بن إسماعيل وغيره عن يزيد بن أبى عبيد مثله. ويكون منصوبا على الحالية من نكرة وهو سائغ إذا دلت على تصحيح معنى كما جاء في الحديث فصلّى وراءه رجل قياما. وقد

روى ابن إسحاق قصة عامر بن الأكوع من وجه آخر فقال حدثني: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبى الهيثم بن نصر بن دهر الأسلمي أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله يقول في مسيره الى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع: انزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هناتك فقال فنزل يرتجز لرسول الله :

<<  <  ج: ص:  >  >>