للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب وكان شيخا مجربا، وفي ثقيف سيدان لهم، وفي الاحلاف قارب ابن الأسود بن مسعود بن معتب، وفي بنى مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث واخوه احمر بن الحارث وجماع أمر الناس الى مالك بن عوف النصري، فلما أجمع السير إلى رسول الله أحضر مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، فلما نزل بأوطاس اجتمع اليه الناس وفيهم دريد بن الصمة في شجار له يقاد به، فلما نزل قال بأي واد أنتم؟ قالوا بأوطاس قال نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ قالوا ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، قال أين مالك؟ قالوا هذا مالك ودعي له، قال يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ قال سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم، قال ولم؟ قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم، قال فانقض به، ثم قال راعى ضأن والله، هل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، ثم قال ما فعلت كعب وكلاب؟ قال لم يشهدها منهم أحد، قال غاب الحد والجد لو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟ قالوا عمرو بن عامر وعوف بن عامر قال ذانك الجذعان من عامر لا ينفعان ولا يضران ثم قال يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة بيضة هوازن الى نحور الخيل شيئا، ثم قال دريد لمالك ابن عوف: أرفعهم الى متمنع بلادهم وعليا قومهم ثم الق الصبا على متون الخيل فان كانت لك لحق بك من ورائك، وإن كانت عليك الفاك ذلك وقد أحرزت أهلك ومالك، قال والله لا أفعل إنك قد كبرت وكبر عقلك، ثم قال مالك: والله لتطيعننى يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري - وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأى - فقالوا: أطعناك فقال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم يفتنى:

يا ليتني فيها جذع … أحب فيها وأضع

أقود وطفاء الزمع … كأنها شاة صدع

ثم قال مالك للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد. قال ابن إسحاق: وحدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أنه حدث أن مالك بن عوف بعث عيونا من رجاله فأتوه وقد تفرقت أوصالهم، فقال ويلكم ما شأنكم؟ قالوا رأينا رجالا بيضا على خيل بلق فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى، فو الله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد.

قال ابن إسحاق: ولما سمع بهم نبي الله بعث اليهم عبد الله بن أبى حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في

<<  <  ج: ص:  >  >>