أكون خليفتك أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف فطعن عامر في بيت أم فلان فقال غدّة كغدة البكر في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم وهو رجل أعرج ورجل من بنى فلان فقال كونا قريبا حتى آتيهم فان آمنونى كنتم قريبا وان قتلوني أتيتم أصحابكم فقال أتؤمنونى حتى أبلغ رسالة رسول الله ﷺ فجعل يحدثهم وأومئوا الى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه حتى أنفذه بالرمح فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتلوا كلهم غير الأعرج وكان في رأس جبل فأنزل الله علينا ثم كان من المنسوخ «انا لقد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا» فدعا النبي ﷺ ثلاثين صباحا على رعل وذكوان وبنى لحيان وعصية الذين عصوا الله ورسوله.
وقال البخاري: حدثنا حبّان حدثنا عبد الله أخبرنى معمر حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس انه سمع أنس بن مالك يقول لما طعن حرام بن ملحان - وكان خاله - يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه وقال فزت ورب الكعبة.
وروى البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبى أسامة عن هشام بن عروة أخبرنى أبى قال لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمريّ قال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار الى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة قال لقد رأيته بعد ما قتل رفع الى السماء حتى انى لأنظر الى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع فأتى النبي ﷺ خبرهم فنعاهم فقال: ان أصحابكم قد أصيبوا وانهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا. فأخبرهم عنهم وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمى عروة به ومنذر بن عمرو وسمى به منذر. هكذا وقع في رواية البخاري مرسلا عن عروة وقد رواه البيهقي من حديث يحيى بن سعيد عن أبى أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة فساق من حديث الهجرة وأدرج في آخره ما ذكره البخاري هاهنا فالله أعلم. وروى الواقدي عن مصعب بن ثابت عن أبى الأسود وعن عروة فذكر القصة وشأن عامر ابن فهيرة واخبار عامر بن الطفيل انه رفع الى السماء وذكر ان الّذي قتله جبار بن سلمى الكلابي قال ولما طعنه بالرمح قال فزت ورب الكعبة ثم سأل جبار بعد ذلك: ما معنى قوله فزت قالوا يعنى بالجنة فقال صدق والله ثم أسلم جبار بعد ذلك لذلك. وفي مغازي موسى بن عقبة عن عروة انه قال لم يوجد جسد عامر بن فهيرة يرون ان الملائكة وارته وقال يونس عن ابن إسحاق فأقام رسول الله ﷺ يعنى بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرم ثم بعث أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد
فحدثني أبى إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الاسنة على رسول الله ﷺ بالمدينة