للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله يقول في الحسن والحسين: «من أحبنى فليحب هذين».

وقال الامام أحمد: حدثنا سليمان بن داود ثنا إسماعيل - يعنى ابن جعفر - أخبرنى محمد - يعنى ابن حرملة - عن عطاء. أن رجلا أخبره أنه رأى النبي «يضم إليه حسنا وحسينا ويقول: اللهمّ إني أحبهما فأحبهما».

وقد روى عن أسامة بن زيد وسليمان الفارسي شيء يشبه هذا وفيه ضعف وسقم والله أعلم.

وقد قال الامام أحمد: حدثنا أسود بن عامر ثنا كامل وأبو المنذر ابنا كامل قال أسود: أنبأنا المعنى عن أبى صالح عن أبى هريرة. قال: «كنا نصلي مع رسول الله العشاء فإذا سجد وثب الحسين والحسن على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه، قال: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله أردهما إلى أمهما؟ قال فبرقت برقة فقال لهما: الحقا بأمكما، قال فمكث ضوؤها حتى دخلا على أمهما». وقد روى موسى بن عثمان الحضرميّ عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة نحوه، وقد روى عن أبى سعيد وابن عمر قريب من هذا،

فقال الامام أحمد: حدثنا عفان ثنا معاذ بن معاذ ثنا قيس بن الربيع عن أبى المقدام عبد الرحمن الأزرق عن على. قال: «دخل عليّ رسول الله وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحسين فقام رسول الله إلى شاة لنا كي يحلبها فدرت فجاءه الآخر فنحاه، فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحبهما إليك؟ قال: لا ولكنه استسقى قبله، ثم قال: إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة». تفرد به أحمد. ورواه أبو داود الطيالسي عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبى فاختة عن على فذكر نحوه. وقد ثبت أن عمر بن الخطاب كان يكرمهما ويحملهما ويعطيهما كما يعطى أباهما، وجيء مرة بحلل من اليمن فقسمها بين أبناء الصحابة ولم يعطهما منها شيئا، وقال: ليس فيها شيء يصلح لهما، ثم بعث إلى نائب اليمن فاستعمل لهما حلتين تناسبهما.

وقال محمد بن سعد: أنبأنا قبيصة بن عقبة ثنا يونس بن أبى إسحاق عن العبزار بن حريث قال: بينما عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء.

وقال الزبير بن بكار: حدثني سليمان بن الدراوَرْديّ عن جعفر بن محمد عن أبيه «أن رسول الله بايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار لم يبلغوا، ولم يبايع صغيرا إلاّ منّا». وهذا مرسل غريب. وقال محمد بن سعد: أخبرنى يعلى ابن عبيد ثنا عبد الله بن الوليد الرصافيّ عن عبد الله بن عبيد الله بن عميرة. قال: حج الحسين ابن على خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد بين يديه. وحدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه أن الحسين بن على حج ماشيا وإن نجائبه لتقاد وراءه.

والصواب أن ذلك إنما هو الحسن أخوه، كما حكاه البخاري.

وقال المدائني: جرى بين

<<  <  ج: ص:  >  >>