للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا وان نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون. قال: اللهمّ نعم! قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس. قال «نعم!» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة، والصيام، والحج، وشرائع الإسلام كلها ينشده عند كل فريضة منها كما ينشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال: فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدّي هذه الفرائض واجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف الى بعيره راجعا. قال: فقال رسول الله «إن صدق ذو العقيصتين دخل الجنة» قال:

فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا اليه فكان أول ما تكلم أن قال بئست اللاّت والعزى. فقالوا: مه يا ضمام اتّق البرص، اتّق الجذام، اتّق الجنون. فقال: ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه.

وانى أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه. قال: فو الله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما.

قال: يقول ابن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة. وهكذا رواه الامام احمد عن يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن ابن إسحاق فذكره، وقد روى هذا الحديث أبو داود من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس بنحوه وفي هذا السياق ما يدل على أنه رجع الى قومه قبل الفتح لأن العزى خربها خالد بن الوليد أيام الفتح.

وقد قال الواقدي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة عن شريك بن عبد الله بن أبى نمر عن كريب عن ابن عباس. قال: بعثت بنو سعد بن بكر في رجب سنة خمس ضمام بن ثعلبة وكان جلدا أشعر ذا عذارتين وافدا الى رسول الله فاقبل حتى وقف على رسول الله فسأله فاغلظ في المسألة سأله عمن أرسله وبما أرسله؟ وسأله عن شرائع الإسلام فأجابه رسول الله في ذلك كله فرجع الى قومه مسلما قد خلع الأنداد فأخبرهم بما أمرهم به ونهاهم عنه، فما أمسى في ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما وبنو المساجد وأذنوا بالصلاة.

وقال الامام احمد حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان - يعنى ابن المغيرة - عن ثابت عن أنس ابن مالك. قال: كنا نهينا أن نسأل رسول الله عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل يسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال صدق! قال فمن خلق السموات قال الله قال فمن خلق الأرض قال الله

<<  <  ج: ص:  >  >>