هشام واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. قلت وهذا معنى قوله تعالى ﴿إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا﴾ قال البخاري:
حدّثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا عبيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ﴿إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ﴾ قالت ذلك يوم الخندق. قال موسى بن عقبة ولما نزل الأحزاب حول المدينة أغلق بنو قريظة حصنهم دونهم. قال ابن إسحاق وخرج حيي بن اخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقدهم وعهدهم فلما سمع به كعب أغلق باب حصنه دون حيي فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه ويحك يا كعب افتح لي. قال ويحك يا حيي انك امرؤ مشئوم واين قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا. قال ويحك افتح لي أكلمك. قال ما أنا بفاعل. قال والله ان أعلقت دوني الا خوفا على جشيشتك ان آكل معك منها. فأحفظ الرجل ففتح له فقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام قال وما ذاك قال جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الاسيال من رومة وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى الى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدونى على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه. فقال كعب جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه فانى لم أر من محمد إلا وفاء وصدقا وقد تكلم عمرو بن سعد القرظي فأحسن فيما ذكره موسى بن عقبة ذكرهم ميثاق رسول الله ﷺ وعهده ومعاقدتهم إياه على نصره وقال: إذا لم تنصروه فاتركوه وعدوه. قال ابن إسحاق فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له - يعنى في نقض عهد رسول الله ﷺ وفي محاربته مع الأحزاب - على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن ادخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. فنقض كعب بن أسد العهد وبريء مما كان بينه وبين رسول الله ﷺ قال موسى بن عقبة وأمر كعب بن أسد وبنو قريظة حيي بن أخطب أن يأخذ لهم من قريش وغطفان رهائن تكون عندهم لئلا ينالهم ضيم ان هم رجعوا ولم يناجزوا محمدا، قالوا:
وتكون الرهائن تسعين رجلا من أشرافهم. فنازلهم حيي على ذلك. فعند ذلك نقضوا العهد ومزقوا الصحيفة التي كان فيها العقد الا بنى سعنة أسد وأسيد وثعلبة فإنهم خرجوا الى رسول الله ﷺ.
قال ابن إسحاق: فلما انتهى الخبر الى رسول الله ﷺ الله والى المسلمين بعث سعد بن معاذ وهو يومئذ سيد الأوس وسعد بن عبادة وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير قال انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحق ما بلغنا عنهم فان كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد المسلمين وان كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس. قال فخرجوا حتى أتوهم. قال موسى