ابن أبى شيبة عن هشام مختصرا.
وفي رواية البخاري له عن أبى أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره وزاد بعد شعر بلال ثم يقول: اللهمّ العن عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء. فقال رسول الله ﷺ: «اللهمّ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهمّ بارك لنا في صاعها وفي مدها وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة» قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، وكان بطحان يجرى نجلا (١) - يعنى ماء آجنا -
وقال زياد عن محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة وعمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم وصرف الله ذلك عن نبيه قالت فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبى بكر في بيت واحد فاصابتهم الحمى فدخلت عليهم أدعوهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك فدنوت من أبى بكر فقلت كيف تجدك يا أبه؟ فقال:
كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله
قالت فقلت والله ما يدرى أبى ما يقول، قالت ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت كيف تجدك يا عامر؟ قال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه … إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه … كالثور يحمى جلده بروقه
قال فقلت والله ما يدرى ما يقول، قالت وكان بلال إذا أدركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته فقال:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة … بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة: فذكرت لرسول الله ﷺ ما سمعت منهم وقلت إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى فقال: «اللهمّ حبب إلينا المدينة، كما حببت إلينا مكة أو أشد، وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل وباءها إلى مهيعة» ومهيعة هي الجحفة.
وقال الامام احمد: حدثنا يونس ثنا ليث عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى بكر بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت لما قدم رسول الله ﷺ المدينة اشتكى أبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر وبلال، فاستأذنت عائشة رسول الله ﷺ في عيادتهم فاذن لها، فقالت لأبي بكر كيف تجدك؟ فقال:
كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله
(١) نجلا، أي نزا وهو الماء القليل. كذا في النهاية.