أسير لا يدرى أيصبح أم يمسى حتى يقتل، وهو يقول لك: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الّذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل، إن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأى، فقال ابن الأشعث: والله لأفعلن ولأعلمن ابن زياد أنى قد أمنتك. قال أبو مخنف:
فدعا محمد بن الأشعث إياس بن العباس الطائي من بنى مالك بن ثمامة- وكان شاعرا- فقال له: اذهب فالق حسينا فأبلغه هذا الكتاب- وكتب فيه الّذي أمره به ابن عقيل- ثم أعطاه راحلة وتكفل له بالقيام بأهله وداره، فخرج حتى لقي الحسين بزبالة، لا ربع ليال من الكوفة فأخبره الخبر وأبلغه الرسالة، فقال الحسين: كل ما حم نازل، عند الله نحتسب وأنفسنا وفساد أئمتنا. ولما انتهى مسلم إلى باب القصر وأراد شرب الماء قال له مسلم بن عمرو الباهلي: أتراها ما أبردها؟ والله لا تذوقها أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له ابن عقيل: ويحك من أنت؟ قال: أنا من عرف الحق إذ أنكرته، ونصح لإمامه إذ غششته، وسمع وأطاع إذ عصيت، أنا مسلم بن عمرو الباهلي. فقال له مسلم: لأمك الويل! ما أجفاك وأفظّك، وأغلظك يا ابن ناهلة!! أنت والله أولى بالحميم ونار الجحيم] [١]
صفة مخرج الحسين إلى العراق وَمَا جَرَى لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ