للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق قبل الإسلام وقيل انه كان مستقيما (١) وانه كان في أول أمره على الايمان ثم زاغ عنه وانه هو الّذي أراده الله تعالى بقوله ﴿وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ﴾.

قال الزبير بن بكار: فولدت رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف أمية الشاعر ابن أبى الصلت واسم أبى الصلت ربيعة بن وهب بن علاج بن أبى سلمة بن ثقيف وقال غيره كان أبوه من الشعراء المشهورين بالطائف وكان أمية أشعرهم.

وقال عبد الرزاق قال الثوري: أخبرنى حبيب بن أبى ثابت أن عبد الله بن عمرو قال في قوله تعالى ﴿وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ﴾ هو أمية بن أبى الصلت وكذا رواه أبو بكر بن مردويه عن أبى بكر الشافعيّ عن معاذ بن المثنى عن مسدد عن أبى عوانة عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن عاصم بن مسعود. قال: انى لفي حلقة فيها عبد الله بن عمرو فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف ﴿وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها﴾ فقال هل تدرون من هو؟ فقال بعضهم. هو صيفي بن الراهب. وقال آخر: بل هو بلعم رجل من بنى إسرائيل فقال لا! قال فمن؟ قال هو أمية بن أبى الصلت وهكذا قال أبو صالح والكلبي وحكاه قتادة عن بعضهم. وقال الطبراني: حدثنا على بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن شبيب الربعي حدثنا محمد بن مسلمة بن هشام المخزومي حدثنا إسماعيل ابن الطريح بن إسماعيل الثقفي حدثني أبى عن أبيه عن مروان بن الحكم عن معاوية بن أبى سفيان عن أبيه.

قال: خرجت أنا وأمية بن أبى الصلت الثقفي تجارا الى الشام فكلما نزلنا منزلا أخذ أمية سفرا له يقرؤه علينا فكنا كذلك حتى نزلنا قرية من قرى النصارى فجاءوه واكرموه واهدوا له وذهب معهم الى بيوتهم ثم رجع في وسط النهار فطرح ثوبيه وأخذ ثوبين له أسودين فلبسهما وقال لي هل لك يا أبا سفيان في عالم من علماء النصارى اليه يتناهى علم الكتاب تسأله. قلت: لا إرب لي فيه والله لئن حدثني بما أحب لا أثق به ولئن حدثني بما أكره لأجدن منه. قال فذهب وخالفه شيخ من النصارى فدخل على فقال ما يمنعك أن تذهب الى هذا الشيخ قلت لست على دينه قال وإن فإنك تسمع منه عجبا وتراه. ثم قال لي أثقفي أنت قلت لا ولكن قرشي؟ قال فما يمنعك من الشيخ فو الله انه ليحبكم ويوصى بكم. قال فخرج من عندنا ومكث أمية عندهم حتى جاءيا بعد هدأة من الليل فطرح ثوبيه ثم انجدل على فراشه فو الله ما نام ولا قام حتى أصبح كئيبا حزينا ساقطا غبوقه على صبوحه ما يكلمنا ولا نكلمه. ثم قال: ألا ترحل. قلت وهل بك من رحيل؟ قال نعم! فرحلنا فسرنا بذلك ليلتين ثم قال في الليلة الثالثة الا تحدث يا أبا سفيان قلت وهل بك من حديث والله ما رأيت (٢) مثل الّذي رجعت به من عند صاحبك قال أما ان ذلك لشيء لست فيه انما ذلك لشيء


(١) الّذي في ابن عساكر وقيل انه كان نبيا
(٢) (لفظ ما رأيت) ليست موجودة في تاريخ ابن عساكر

<<  <  ج: ص:  >  >>