الولد فنذرت لله ان حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في خدمة بيت المقدس قالوا فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم ﵍ ﴿فَلَمّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ﴾ وقرى بضم التاء ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى﴾ أي في خدمة بيت المقدس وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من أولادهم. وقولها ﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ﴾ استدل به على تسمية المولود يوم يولد وكما ثبت في الصحيحين عن أنس في ذهابه بأخيه الى رسول الله ﷺ فحنك أخاه وسماه عبد الله. وجاء في حديث الحسن عن سمرة مرفوعا «كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه» رواه احمد وأهل السنن وصححه الترمذي وجاء في بعض ألفاظه ويدمي بدل ويسمى وصححه بعضهم والله أعلم. وقولها ﴿وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ﴾ قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها
فقال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبى هريرة أن النبي ﷺ قال (ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها) ثم يقول أبو هريرة واقرءوا ان شئتم ﴿وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ﴾ أخرجاه من حديث عبد الرزاق ورواه ابن جرير عن احمد بن الفرج عن بقية عن عبد الله بن الزبيدي عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي ﷺ بنحوه.
وقال احمد أيضا حدثنا إسماعيل بن عمر حدثنا ابن أبى ذؤيب عن عجلان مولى المشمعل عن أبى هريرة عن النبي ﷺ قال (كل مولود من بنى آدم يمسه الشيطان بإصبعه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى). تفرد به من هذا الوجه ورواه مسلم عن أبى الطاهر عن ابن وهب عن عمر بن الحارث عن أبى يونس عن أبى هريرة عن النبي ﷺ بنحوه.
وقال احمد حدثنا هشيم حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة أن النبي ﷺ قال (كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضينه إلا ما كان من مريم وابنها ألم تر إلى الصبى حين يسقط كيف يصرخ قالوا بلى يا رسول الله قال ذلك حين يلكزه الشيطان بحضينه وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه من هذا الوجه
ورواه قيس عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ (ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى بن مريم ومريم) ثم قرأ رسول الله ﷺ ﴿وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ﴾ وكذا رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبى هريرة عن النبي ﷺ بأصل الحديث.
وقال الامام احمد حدثنا عبد الملك حدثنا المغيرة هو ابن عبد الله الحزامي عن ابى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن النبي ﷺ قال (كل بنى آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب).
وهذا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه من هذا الوجه. وقوله ﴿فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيّا﴾ ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها