للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ الآية، وقوله تعالى ﴿وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ﴾. فلما دخلت النساء على يزيد قالت فاطمة بنت الحسين - وكانت أكبر من سكينة - يا يزيد! بنات رسول الله سبايا. فقال يزيد: يا بنت أخي، أنا لهذا كنت أكره. قالت قلت والله ما تركوا لنا خرصاً، فقال: ابنة أخى! ما أتى إليك أعظم مما ذهب لك. ثم أدخلهن داره ثم أرسل إلى كل امرأة منهن ماذا أخذ لك؟ فليس منهن امرأة تدعى شيئا بالغا ما بلغ إلا أضعفه لها.

وقال هشام عن أبى مختف: حدثني أبو حمزة الثمالي عن عبد الله الثمالي عن القاسم بن نجيب.

قال: لما أقبل وفد الكوفة برأس الحسين دخلوا به مسجد دمشق فقال لهم مروان بن الحكم: كيف صنعتم؟ قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا فأتينا والله على آخرهم، وهذه الرءوس والسبايا، فوثب مروان وانصرف، وأتاهم أخوه يحيى بن الحكم فقال: ما صنعتم؟ فقالوا له مثل ما قالوا لأخيه، فقال لهم: حجبتم عن محمد يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبدا، ثم قام فانصرف. قال:

ولما بلغ أهل المدينة مقتل الحسين بكى عليه نساء بنى هاشم ونحن عليه. وروى أن يزيد استشار الناس في أمرهم فقال رجال ممن قبحهم الله: يا أمير المؤمنين لا يتخذن من كلب سوء جروا، اقتل على ابن الحسين حتى لا يبقى من ذرية الحسين أحد، فسكت يزيد فقال النعمان بن بشير: يا أمير المؤمنين اعمل معهم كما كان يعمل معهم رسول الله لو رآهم على هذه الحال. فرق عليهم يزيد وبعث بهم إلى الحمام وأجرى عليهم الكساوى والعطايا والاطعمة، وأنزلهم في داره] (١).

وهذا يرد قول الرافضة: إنهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا، حتى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم لتستر عوراتهن من قبلهن ودبرهن.

ثم كتب ابن زياد إلى عمرو بن سعيد أمير الحرمين يبشره بمقتل الحسين، فأمر مناديا فنادى بذلك. فلما سمع نساء بنى هاشم ارتفعت أصواتهن بالبكاء والنوح، فجعل عمرو بن سعيد يقول: هذا ببكاء نساء عثمان بن عفان. وقال عبد الملك بن عمير: دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين بن على بين يديه على ترس، فو الله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على المختار بن أبى عبيد وإذا رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار على ترس، ووالله ما لبثت إلا قليلا حتى دخلت على عبد الملك بن مروان وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يديه.

وقال أبو جعفر بن جرير الطبري في تاريخه: حدثني زكريا بن يحيى الضرير ثنا أحمد بن خباب المصيصي ثنا خالد بن يزيد عن عبد الله القسري ثنا عمار الدهني قال: قلت لأبى جعفر: حدثني عن مقتل الحسين كأنى حضرته، فقال: أقبل الحسين بكتاب مسلم بن عقيل الّذي كان قد كتبه إليه يأمره


(١) سقط من المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>