أشرف وأفضل وأحسن منها - وكانت عائشة بنت طلحة قد فاقت النساء حسنا وجمالا وأصالة - وإنما قالت له ذلك لتختبره وتبلوه فقال:
ضحى قلبه يا عز أو كاد يذهل … وأضحى يريد الصوم أو يتبدل
وكيف يريد الصوم من هو وامق … لعزة لا قال ولا متبذل
إذا واصلتنا خلة كي تزيلنا … أبينا وقلنا الحاجبية أول
سنوليك عرفا إن أردت وصالنا … ونحن لتيك الحاجبية أوصل
وحدثها الواشون أنى هجرتها … فحملها غيظا عليّ المحمل
فقالت له عائشة: قد جعلتني خلة ولست لك بخلة، وهلا قلت كما قال جميل فهو والله أشعر منك حيث يقول:
يا رب عارضة علينا وصلها … بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تستر … حبي بثينة عن وصالك شاغلى
لو كان في قلبي بقدر قلامة … فضل وصلتك أو أتتك رسائلي
فقال: والله ما أنكر فضل جميل، وما أنا إلا حسنة من حسناته، واستحيا. ومما أنشده ابن الأنباري لكثير عزة:
بأبي وأمى أنت من معشوقة … طبن العدو لها فغير حالها
ومشى إليّ بعيب عزة نسوة … جعل الآله خدودهن نعالها
الله يعلم لو جمعن ومثلت … لأخذت قبل تأمل تمثالها
ولو ان عزة خاصمت شمس الضحى … في الحسن عند موفق لقضي لها
وأنشد غيره لكثير عزة:
فما أحدث النأى الّذي كان بيننا … سلوا ولا طول اجتماع تقاليا
وما زادني الواشون إلا صبابة … ولا كثرة الناهين إلا تماديا
غيره له: فقلت لها يا عز كل مصيبة … إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
هنيئا مريئا غير داء مخامر … لعزة من أعراضنا ما استحلت
وقال كثير عزة أيضا وفيه حكمة أيضا:
ومن لا يغمض عينه عن صديقه … وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة … يجدها ولا يبقى له الدهر صاحب
وذكروا أن عزة بنت جميل بن حفص أحد بنى حاجب بن عبد الله بن غفار أم عمرو الضمرية