للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه … جميع الأراضي بالجيوش الصوارم

أتقرن يا مخذول دينا مثلثا … بعيدا عن المعقول بادى المآثم

تدين لمخلوق يدين لغيره … فيا لك سحقا ليس يخفى لعالم

أناجيلكم مصنوعة قد تشابهت … كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم

وعود صليب ما تزالون سجدا … له يا عقول الهاملات السوائم

تدينون تضلالا بصلب إلهكم … بأيدي يهود أرذلين لآثم

إلى ملة الإسلام توحيد ربنا … فما دين ذي دين لها بمقاوم

وصدق رسالات الّذي جاء بالهدى … محمد الآتي برفع المظالم

وأذعنت الأملاك طوعا لدينه … ببرهان صدق طاهر في المواسم

كما دان في صنعاء مالك دولة … وأهل عمان حيث رهط الجهاضم

وسائر أملاك اليمانين أسلموا … ومن بلد البحرين قوم الهازم

أجابوا لدين الله لا من مخافة … ولا رغبة يحظى بها كف عادم

فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة … بحق يقين بالبراهين فاحم

وحاباه بالنصر المكين إلهه … وصير من عاداه تحت المناسم

فقير وحيد لم تعنه عشيرة … ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم

ولا عنده مال عتيد لناصر … ولا دفع مرهوب ولا لمسالم

ولا وعد الأنصار مالا يخصهم … بلى كان معصوما لأقدر عاصم

ولم تنهنهه قط قوة آسر … ولا مكنت من جسمه يد ظالم

كما يفترى إفكا وزورا وضلة … على وجه عيسى منكم كل لاطم

على أنكم قد قلتموا هو ربكم … فيا لضلال في القيامة عائم

أبى لله أن يدعى له ابن وصاحب … ستلقى دعاة الكفر حالة نادم

ولكنه عبد نبي رسول مكرم … من الناس مخلوق ولا قول زاعم

أيلطم وجه الرب؟ تبا لدينكم … لقد فقتم في قولكم كل ظالم

وكم آية أبدى النبي محمد … وكم علم أبداه للشرك حاطم

تساوى جميع الناس في نصر حقه … بل لكل في إعطائه حال خادم

فعرب وأحبوش وفرس وبربر … وكرديهم قد فاز قدح المراحم

وقبط وأنباط وخزر وديلم … وروم رموكم دونه بالقواصم

<<  <  ج: ص:  >  >>