للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبوا كفر أسلاف لهم فتمنعوا ... فآبوا بحظ في السعادة لازم

بِهِ دَخَلُوا فِي مِلَّةِ الْحَقِّ كُلُّهُمْ ... وَدَانُوا لأحكام الا له اللَّوَازِمِ

بِهِ صَحَّ تَفْسِيرُ الْمَنَامِ الَّذِي أَتَى ... به دانيال قبله حتم حاتم

وهند وسند أسلموا وتدينوا ... بدين الهدى رفض لدين الأعاجم

وشق له بَدْرَ السَّمَوَاتِ آيَةً ... وَأَشْبَعَ مِنْ صَاعٍ لَهُ كُلَّ طَاعِمِ

وَسَالَتْ عُيُونُ الْمَاءِ فِي وَسْطِ كفه ... فأروى به جيشا كثيرا هماهم

وجاء بما تقضى العقول بصدقة ... ولا كدعاء غَيْرِ ذَاتِ قَوَائِمِ

عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا ذر شارق ... تعقبه ظَلْمَاءُ أَسْحَمَ قَاتِمِ

بَرَاهِينُهُ كَالشَّمْسِ لَا مِثْلُ قَوْلِكُمْ ... وَتَخْلِيطِكُمْ فِي جَوْهَرٍ وَأَقَانِمِ

لَنَا كُلُّ عِلْمٍ مِنْ قَدِيمٍ وَمُحْدَثٍ ... وَأَنْتُمْ حَمِيرٌ دَامِيَاتُ الْمَحَازِمِ

أَتَيْتُمْ بِشِعْرٍ بَارِدٍ مُتَخَاذِلٍ ... ضَعِيفِ مَعَانِي النظم جم البلاعم

فَدُونَكَهَا كَالْعِقْدِ فِيهِ زُمُرُّدٌ ... وَدُرٌّ وَيَاقُوتٌ بِإِحْكَامِ حاكم

وَفِيهَا عُزِلَ ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ عَنِ الْقَضَاءِ وَنُقِضَتْ سِجِلَّاتُهُ وَأُبْطِلَتْ أَحْكَامُهُ مُدَّةَ أَيَّامِهِ، وَوَلِيَ القضاء عوضه أبو بشر عمر بن أكتم بن رِزْقٍ، وَرُفِعَ عَنْهُ مَا كَانَ يَحْمِلُهُ ابْنُ أبى الشوارب في كل سنة وفي ذي الحجة منها اسْتَسْقَى النَّاسُ لِتَأَخُّرِ الْمَطَرِ- وَذَلِكَ فِي كَانُونَ الثاني- فلم يسقوا. وَحَكَى ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمُنْتَظَمِ عَنْ ثَابِتِ بن سنان المؤرخ قال: حدثني جماعة مِمَّنْ أَثِقُ بِهِمْ أَنَّ بَعْضَ بَطَارِقَةِ الْأَرْمَنِ أَنْفَذَ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ إِلَى نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْأَرْمَنِ مُلْتَصِقَيْنِ سِنُّهُمَا خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، مُلْتَحِمَيْنِ وَمَعَهُمَا أبوهما، ولهما سرتان وبطنان ومعدتان وجوعهما وريهما يختلفان، وَكَانَ أَحَدُهُمَا يَمِيلُ إِلَى النِّسَاءِ وَالْآخَرُ يَمِيلُ إِلَى الْغِلْمَانِ، وَكَانَ يَقَعُ بَيْنَهُمَا خُصُومَةٌ وَتَشَاجُرٌ، وربما يحلف الآخر لَا يُكَلِّمُ الْآخَرَ فَيَمْكُثُ كَذَلِكَ أَيَّامًا ثُمَّ يصطلحان، وهبهما نَاصِرُ الدَّوْلَةِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ وَخَلَعَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَيُقَالُ إِنَّهُمَا أَسْلَمَا. وَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَهُمَا إِلَى بَغْدَادَ لِيَرَاهُمَا النَّاسُ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّهُمَا رَجَعَا إِلَى بَلَدِهِمَا مَعَ أَبِيهِمَا فَاعْتَلَّ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ وَأَنْتَنَ رِيحُهُ وَبَقِيَ الْآخَرُ لَا يُمْكِنُهُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ، وَقَدْ كَانَ اتِّصَالُ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْخَاصِرَتَيْنِ، وَقَدْ كَانَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ أَرَادَ فَصْلَ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ وَجَمَعَ الْأَطِبَّاءَ لِذَلِكَ فَلَمْ يُمْكِنْ، فَلَمَّا مَاتَ أَحَدُهُمَا حَارَ أَبُوهُمَا فِي فَصْلِهِ عَنْ أَخِيهِ فَاتَّفَقَ اعْتِلَالُ الْآخَرِ مِنْ غَمِّهِ وَنَتْنِ أَخِيهِ فَمَاتَ غَمًّا فَدُفِنَا جَمِيعًا فِي قَبْرٍ واحد.

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ عُمَرُ بْنُ أَكْثَمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَيَّانَ بْنِ بِشْرٍ أبو بشر الأسدي، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ فِي زَمَنِ الْمُطِيعِ نِيَابَةً عَنْ أَبِي السَّائِبِ عُتْبَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>