للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لها: قتل أخوك. فقالت: وانا لله وانا اليه راجعون. فقالوا: قتل زوجك قالت:

وا حزناه. فقال رسول الله : «ان للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشيء» قال ابن إسحاق:

وحدثني عبد الواحد بن أبى عون عن إسماعيل عن محمد عن سعد بن أبى وقاص قال: مرّ رسول الله بامرأة من بنى دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله بأحد فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله ؟ قالوا: خيرا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين، قالت:

أرونيه حتى انظر اليه، قال: فأشير لها اليه حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل. قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل والكثير وهو هاهنا القبيل. قال امرؤ القيس:

لقتل بنى أسد ربهم … ألا كل شيء خلاه جلل

أي صغير وقليل.

قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول الله الى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال: «اغسلي عن هذا دمه يا بنيّة، فو الله لقد صدقنى في هذا اليوم» وناولها على بن أبى طالب سيفه فقال: وهذا فاغسلي عنه دمه فو الله لقد صدقنى اليوم. فقال رسول الله : «لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه معك سهل بن حنيف وأبو دجانة»

وقال موسى بن عقبة في موضع آخر:

ولما رأى رسول الله سيف على مخضبا بالدماء قال: «لئن كنت أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف»

وروى البيهقي عن سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء على بن أبى طالب بسيفه يوم أحد قد انحنى فقال لفاطمة: هاك السيف حميدا فإنها قد شفتي، فقال رسول الله : «لئن كنت أجدت الضرب بسيفك لقد أجاده سهل بن حنيف وأبو دجانة وعاصم بن ثابت والحارث ابن الصمة» قال ابن هشام: وسيف رسول الله هذا هو ذو الفقار، قال: وحدثني بعض أهل العلم عن ابن أبى نجيح قال: نادى مناد يوم أحد لا سيف الا ذو الفقار،

قال: وحدثني بعض أهل العلم ان رسول الله قال لعلى: «لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح الله علينا»

قال ابن إسحاق: ومرّ رسول الله بدار بنى عبد الأشهل فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عينا رسول الله ثم قال: «لكن حمزة لا بواكي له» فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير الى دار بنى عبد الأشهل أمرا نساءهن أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله .

فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن بعض رجال بنى عبد الأشهل قال: لما سمع رسول الله بكاءهن على حمزة خرج عليهنّ وهن في باب المسجد يبكين فقال: «ارجعن يرحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن» قال: ونهى رسول الله يومئذ عن النوح فيما قال ابن هشام، وهذا الّذي ذكره منقطع ومنه مرسل وقد

أسنده الامام أحمد فقال: حدثنا زيد بن الحباب حدثني أسامة بن

<<  <  ج: ص:  >  >>