للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَيْهِمْ فَجَعَلَ مَعْقِلٌ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَزِيدَ بْنَ مَعْقِلَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ مِنْجَابَ بْنَ رَاشِدٍ الضَّبِّيَّ، ووقف الحريث فيمن مَعَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَكَانُوا مَيْمَنَةً، وَجَعَلَ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْأَكْرَادِ وَالْعُلُوجِ مَيْسَرَةً، قَالَ:

وَسَارَ فِينَا مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ! لا تبدءوا الْقَوْمَ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَأَقِلُّوا الْكَلَامَ، وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ على الطعن والضرب، وأبشروا في قتالكم بِالْأَجْرِ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ مَارِقَةً مَرَقَتْ مِنَ الدِّينِ، وَعُلُوجًا كَسَرُوا الْخَرَاجَ، وَلُصُوصًا وَأَكْرَادًا، فَإِذَا حَمَلْتُ فَشُدُّوا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ. ثُمَّ تَقَدَّمَ فَحَرَّكَ دَابَّتَهُ تَحْرِيكَتَيْنِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ فِي الثَّالِثَةِ وحملنا معه جميعنا فو الله مَا صَبَرُوا لَنَا سَاعَةً وَاحِدَةً حَتَّى وَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ، وَقَتَلْنَا مِنَ الْعُلُوجِ وَالْأَكْرَادِ نَحْوًا مِنْ ثلاثمائة، وفر الحريث منهزما حتى لحق باساف- وَبِهَا جَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ كَثِيرَةٌ- فَاتَّبَعُوهُ فَقَتَلُوهُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسَيْفِ الْبَحْرِ، قَتَلَهُ النُّعْمَانُ بْنُ صُهْبَانَ، وَقُتِلَ مَعَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا. ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ وَقَعَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ بين أصحاب على والخوارج فيها أيضا ثم قال: حدثني عمر بن شيبة ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ- يَعْنِي الْمَدَائِنِيَّ- عَلِيُّ بْنُ محمد بن عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ الشَّعْبِيُّ: لَمَّا قتل على أهل النهر خالفه قوم كثير، وَانْتَقَضَتْ أَطْرَافُهُ وَخَالَفَهُ بَنُو نَاجِيَةَ، وَقَدِمَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَانْتَقَضَ أَهْلُ الْجِبَالِ، وَطَمِعَ أَهْلُ الْخَرَاجِ فِي كَسْرِهِ وَأَخْرَجُوا سَهْلَ بْنَ حنيف من فارس- وكان عاملا عليها- فأشار عليه ابْنُ عَبَّاسٍ بِزِيَادِ بْنِ أَبِيهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ إِيَّاهَا فَوَلَّاهُ إِيَّاهَا فَسَارَ إِلَيْهَا فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَوَطِئَهُمْ حَتَّى أَدَّوُا الْخَرَاجَ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ: وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، نَائِبُ على على مكة، وأخوه عبيد الله ابن عباس نائب اليمن، وأخوهما عبد الله نَائِبَ الْبَصْرَةِ، وَأَخُوهُمْ تَمَّامُ بْنُ عَبَّاسٍ نَائِبَ الْمَدِينَةِ، وَعَلَى خُرَاسَانَ خَالِدُ بْنُ قُرَّةَ الْيَرْبُوعِيُّ وقيل ابن أبزى، وأما مصر فقد استقرت بِيَدِ مُعَاوِيَةَ فَاسْتَنَابَ عَلَيْهَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ

ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ

[سهل بن حنيف]

ابن واهب بن العليم بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ، شَهِدَ بَدْرًا، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَحَضَرَ بَقِيَّةَ الْمَشَاهِدِ، وَكَانَ صَاحِبًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا أَيْضًا غَيْرَ الْجَمَلِ فَإِنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَمَاتَ سَهْلُ بْنُ حنيف في سنة ثمان وثلاثين بالكوفة، وصلى عليه على فكبر خَمْسًا وَقِيلَ سِتًّا وَقَالَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

صَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ أَخُو سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ

شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وتوفى في هذه السنة في رمضانها وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.

صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مالك

الرومي وأصله من اليمن أبو يحيى بن قَاسِطَ وَكَانَ أَبُوهُ أَوْ عَمُّهُ عَامِلًا لِكِسْرَى على الايلة، وكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>