مولاة رسول الله ﷺ. فخرجت الى أبى رافع فأخبرته فذهب فبشر به رسول الله ﷺ فأعطاه مملوكا ودفعه رسول الله ﷺ الى أم برة بنت المنذر بن أسيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول، وكانت فيها وفاة من ذكرنا من الشهداء في هذه الوقائع وقد قدمنا هدم خالد بن الوليد البيت الّذي كانت العزى تعبد فيه بنخلة بين مكة والطائف وذلك لخمس بقين من رمضان منها. قال الواقدي: وفيها كان هدم سواع الّذي كانت تعبده هذيل برهاط، هدمه عمرو بن العاص ﵁ ولم يجد في خزانته شيئا، وفيها هدم مناة بالمشلل وكانت الأنصار أوسها وخزرجها يعظمونه هدمه سعد بن زيد الأشهلي ﵁ وقد ذكرنا من هذا فصلا مفيدا مبسوطا في تفسير سورة النجم عند قوله تعالى ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى * وَمَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى﴾.
قلت: وقد ذكر البخاري بعد فتح مكة قصة تخريب خثعم البيت الّذي كانت تعبده ويسمونه الكعبة اليمانية مضاهية للكعبة التي بمكة ويسمون التي بمكة الكعبة الشامية ولتلك - الكعبة اليمانية
فقال البخاري: ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس عن جرير قال قال لي رسول الله ﷺ«ألا تريحني من ذي الخلصة؟» فقلت بلى فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنّبيّ ﷺ فضرب يده في صدري حتى رأيت أثر يده في صدري وقال «اللهمّ ثبته واجعله هاديا مهديا» قال فما وقعت عن فرس بعد. قال وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة اليمانية.
قال فأتاها فحرقها في النار وكسرنها، قال فلما قدم جرير اليمن كان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له إن رسول رسول الله ﷺ هاهنا فان قدر عليك ضرب عنقك، قال فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جرير فقال لتكسرنها وتشهد أن لا إله الا الله أو لأضربن عنقك؟ فكسرها وشهد. ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أرطاة الى النبي ﷺ يبشره بذلك، قال فلما أتى رسول الله ﷺ قال:
يا رسول الله والّذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال فبارك رسول الله ﷺ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات. ورواه مسلم من طرق متعددة عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير بن عبد الله البجلي بنحوه.
تم والحمد لله الّذي بنعمته تتم الصالحات الجزء الرابع من تاريخ البداية والنهاية لابن كثير ويتلوه الجزء الخامس وأوله ذكر غزوة تبوك في رجب منها