للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبى وائل. قال: قيل لعلى بن أبى طالب، ألا تستخلف علينا؟ فقال ما استخلف رسول الله فاستخلف، ولكن إن يرد الله بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم. إسناد جيد ولم يخرجوه. وقد قدمنا ما

ذكره البخاري من حديث الزهري عن عبد الله ابن كعب بن مالك عن ابن عباس: أن عباسا وعليا لما خرجا من عند رسول الله ، فقال رجل كيف أصبح رسول الله ؟ فقال عليّ: أصبح بحمد الله بارئا. فقال العباس: انك والله عبد العصا بعد ثلاث، إني لأعرف في وجوه بنى هاشم الموت، وانى لأرى في وجه رسول الله الموت فاذهب بنا اليه فنسأله فيمن هذا الأمر؟ فان كان فينا عرفناه وان كان في غيرنا أمرناه فوصاه بنا.

فقال عليّ: انى لا أسأله ذلك، والله ان منعناها لا يعطيناها الناس بعده أبدا. وقد رواه محمد بن إسحاق عن الزهري به فذكره. وقال فيه: فدخلا عليه في يوم قبض فذكره. وقال في آخره:

فتوفى رسول الله حين اشتد الضحى من ذلك اليوم. قلت: فهذا يكون في يوم الاثنين يوم الوفاة، فدل على أنه توفى عن غير وصية في الامارة (١). وفي الصحيحين عن ابن عباس أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب ذلك الكتاب، وقد قدمنا

أنه كان طلب أن يكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده فلما أكثروا اللغط والاختلاف عنده.

قال: «قوموا عنى فما أنا فيه خير مما تدعونني اليه» وقد قدمنا

أنه قال بعد ذلك: «يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عون (٢) عن إبراهيم التيمي عن الأسود.

قال: قيل لعائشة إنهم يقولون ان رسول الله أوصى الى عليّ. فقالت: بما أوصى الى عليّ؟ لقد دعا بطست ليبول فيها وأنا مسندته الى صدري فانحنف فمات وما شعرت، فيم يقول هؤلاء انه أوصى الى عليّ؟. وفي الصحيحين من حديث مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبى أوفى، هل أوصى رسول الله ؟ قال لا! قلت فلم أمرنا بالوصية، قال أوصى بكتاب الله ﷿.

قال طلحة بن مصرف وقال هذيل بن شرحبيل! أبو بكر يتأمر على وصى رسول الله ودّ أبو بكر أنه وجد عهدا من رسول الله فخرم أنفه بخرامة.

وفي الصحيحين أيضا من حديث الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه. قال: خطبنا عليّ بن أبى طالب . فقال من زعم أن عندنا شيئا نقرأه ليس في كتاب الله وهذه الصحيفة - لصحيفة معلقة في سيفه فيها اسنان الإبل وأشياء من الجراحات - فقد كذب. وفيها قال قال رسول الله : «المدينة حرم ما بين عير الى نور من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ومن ادعى الى غير أبيه أو انتمى الى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس


(١) في التيمورية في الإمامة.
(٢) وفيها: عبد الله بن عوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>