للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم هبطت البلاد لا بشر … أنت ولا نطفة ولا علق

بل نطفة تركب السفين وقد … ألجم نسرا وأهله الغرق

تنقل من صالب الى رحم … إذا مضى عالم بدا طبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من … خندف علياء تحتها النطق

وأنت لمّا ولدت أشرقت الأرض … فضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضياء وفي … النور وسبل الرشاد نخترق

ورواه البيهقي من طريق اخرى عن أبى السكن زكريا بن يحيى الطائي وهو في جزء له مروى عنه. قال البيهقي وزاد ثم قال رسول الله «هذه الحيرة البيضاء رفعت لي، وهذه الشيماء بنت نفيلة (١) الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود» فقلت يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها كما تصف فهي لي؟ قال «هي لك» قال ثم كانت الردة فما ارتد أحد من طيِّئ وكنا نقاتل من يلينا من العرب على الإسلام فكنا نقاتل قيسا وفيها عيينة بن حصن، وكنا نقاتل بنى أسد وفيهم طلحة بن خويلد، وكان خالد بن الوليد يمدحنا، وكان فيما قال فينا:

جزى الله عنا طيِّئا في ديارها … بمعترك الابطال خير جزاء

هموا أهل رايات السماحة والندى … إذا ما الصبا ألوت بكل خباء

همو اضربوا قيسا على الدين بعد ما … أجابوا منادى ظلمة وعماء

قال ثم سار خالد إلى مسيلمة الكذاب فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة أقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جيش هو أكبر من جمعنا، ولم يكن أحد (٢) من العجم أعدى للعرب والإسلام من هرمز، فخرج اليه خالد ودعاه الى البراز فبرز له فقتله خالد وكتب بخبره الى الصديق فنفله سلبه فبلغت قلنسوة هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا شرف فيها الرجل جعلت قلنسوته بمائة ألف درهم، قال ثم قفلنا على طريق الطف الى الحيرة فأول من تلقانا حين دخلناها الشيماء بنت نفيلة كما قال رسول الله على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود، فتعلقت بها وقلت هذه وهبها لي رسول الله ، فدعاني خالد عليها بالبينة فأتيته بها، وكانت البينة محمد بن مسلمة ومحمد بن بشير الأنصاري فسلمها الى، فنزل الىّ أخوها عبد المسيح يريد الصلح فقال بعنيها، فقلت لا أنقصها والله عن عشرة مائة درهم، فأعطاني ألف درهم وسلمتها اليه، فقيل لو قلت مائة ألف لدفعها إليك، فقلت ما كنت أحسب أن عددا أكثر من عشر مائة.


(١) في الأصل: بقيلة (بالباء) والتصحيح عن الاصابة.
(٢) في الحلبية: ولم يكن أحد من العرب وفي التيمورية: من الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>