وقال البخاري: حدثني عبد الله بن أبى شيبة حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:
لما رجع النبي ﷺ من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناه! فاخرج اليهم، قال فإلى أين؟ قال هاهنا وأشار الى بنى قريظة، فخرج النبي ﷺ.
وقال أحمد: وحدثنا حسن حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله ﷺ لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل ليغتسل وجاء جبريل فرأيته من خلل البيت قد عصّب رأسه الغبار، فقال: يا محمد أوضعتم أسلحتكم؟ فقال: وضعنا أسلحتنا فقال: إنا لم نضع أسلحتنا بعد انهد الى بنى قريظة، ثم قال البخاري: حدثنا موسى حدثنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك قال كأنى انظر الى الغبار ساطعا في زقاق بنى غنم موكب جبريل حين سار رسول الله ﷺ الى بنى قريظة. ثم
قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب:«لا يصلينّ أحد العصر إلا في بنى قريظة» فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي العصر حتى نأتيها، وقال بعضهم:
بل نصلي لم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنّبيّ ﷺ فلم يعنف واحدا منهم. وهكذا رواه مسلم عن عبد الله بن محمد بن أسماء به. وقال الحافظ البيهقي: حدثنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن خالد بن على حدثنا بشر بن حرب عن أبيه حدثنا الزهري أخبرنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عمه عبيد الله أخبره أن رسول الله ﷺ لما رجع من طلب الأحزاب وضع عنه الأمة واغتسل واستحم، فتبدّى له جبريل ﵇ فقال: عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت الأمة وما وضعناها بعد، قال فوثب النبي ﷺ فزعا فعزم على الناس أن لا يصلوا صلاة العصر إلا في بنى قريظة.
قال: فلبس الناس السلاح فلم يأتوا بنى قريظة حتى غربت الشمس فاختصم الناس عند غروب الشمس، فقال بعضهم: ان رسول الله ﷺ عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بنى قريظة فإنما نحن في عزيمة رسول الله ﷺ فليس علينا اثم وصلّى طائفة من الناس احتسابا وتركت طائفة منهم الصلاة حتى غربت الشمس فصلوها حين جاءوا بنى قريظة احتسابا فلم يعنف رسول الله ﷺ واحدا من الفريقين. ثم
روى البيهقي من طريق عبد الله العمرى عن أخيه عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان عندها فسلم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله ﷺ فزعا وقمت في أثره فإذا بدحية الكلبي، فقال: هذا جبريل أمرنى أن أذهب الى بنى قريظة وقال: قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع، طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وذلك حين رجع رسول الله ﷺ من الخندق فقام رسول الله ﷺ فزعا وقال لأصحابه: عزمت عليكم أن لا تصلوا