عبيد عن وائل بن داود سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول: ما بعث رسول الله ﷺ زيد ابن حارثة في سرية الا أمّره عليهم، ولو بقي بعد لاستخلفه. ورواه النسائي عن أحمد بن سلمان عن محمد بن عبيد الطنافسي به. وهذا اسناد جيد قوى على شرط الصحيح وهو غريب جدا والله أعلم.
وقال الامام أحمد ثنا سليمان ثنا إسماعيل أخبرنى ابن دينار عن ابن عمر ﵁ أن رسول الله ﷺ بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في أمرته، فقام رسول الله ﷺ فقال «ان تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وايم الله ان كان لخليقا للامارة وإن كان لمن أحب الناس الىّ وان هذا لمن أحب الناس الى بعده» وأخرجاه في الصحيحين عن قتيبة عن إسماعيل - هو ابن جعفر بن أبى كثير المدني - عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر فذكره ورواه البخاري من حديث موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه. ورواه البزار من حديث عاصم بن عمر عن عبيد الله بن عمر العمرى عن نافع عن ابن عمر ثم استغربه من هذا الوجه،
وقال الحافظ أبو بكر البزار ثنا عمر بن إسماعيل عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: لما أصيب زيد ابن حارثة وجيء بأسامة بن زيد وأوقف بين يدي رسول الله ﷺ فدمعت عينا رسول الله ﷺ فأخر ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال «ألاقى منك اليوم ما لقيت منك أمس» وهذا الحديث فيه غرابة والله أعلم. وقد تقدم
في الصحيحين أنه لما ذكر مصابهم وهو ﵇ فوق المنبر جعل يقول «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله عليه» قال وإن عينيه لتذرفان، وقال وما يسرهم أنهم عندنا. وفي الحديث الآخر أنه شهد لهم بالشهادة فهم ممن يقطع لهم بالجنة. وقد قال حسان بن ثابت يرثى زيد بن حارثة وابن رواحة:
عين جودي بدمعك المنزور … واذكري في الرخاء أهل القبور
واذكري مؤتة وما كان فيها … يوم راحوا في وقعة التغوير
حين راحوا وغادروا ثم زيدا … نعم مأوى الضريك والمأسور
حب خير الأنام طرا جميعا … سيد الناس حبه في الصدور
ذاكم أحمد الّذي لا سواه … ذاك حزني له معا وسروري
إن زيد قد كان منا بأمر … ليس أمر المكذب المغرور
ثم جودي للخزرجى بدمع … سيدا كان ثم غير نزور
قد أتانا من قتلهم ما كفانا … فبحزن نبيت غير سرور
واما جعفر بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم فهو ابن عم رسول الله ﷺ وكان أكبر