بنى سالم، ونمير بن خرشة بن ربيعة. وقال موسى بن عقبة: كانوا بضعة عشر رجلا فيهم كنانة بن عبد يا ليل - وهو رئيسهم - وفيهم عثمان بن أبى العاص وهو أصغر الوفد. قال ابن إسحاق: فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة، الفوا المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركاب أصحاب رسول الله ﷺ، فلما رآهم ذهب يشتد ليبشر رسول الله بقدومهم فلقيه أبو بكر الصديق فأخبره عن ركب ثقيف أن قدموا يريدون البيعة والإسلام إن شرط لهم رسول الله شروطا ويكتبوا كتابا في قومهم، فقال أبو بكر للمغيرة أقسمت عليك لا تسبقني إلى رسول الله حتى أكون أنا أحدثه، ففعل المغيرة فدخل أبو بكر فأخبر رسول الله ﷺ بقدومهم، ثم خرج المغيرة إلى أصحابه فروح الظهر معهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله ﷺ فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية، ولما قدموا على رسول الله ضربت عليهم قبة في المسجد وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الّذي يمشى بينهم وبين رسول الله. فكان إذا جاءهم بطعام من عنده لم يأكلوا منه حتى يأكل خالد بن سعيد قبلهم، وهو الّذي كتب لهم كتابهم. قال: وكان مما اشترطوا على رسول الله ﷺ أن يدع لهم الطاغية ثلاث سنين، فما برحوا يسألونه سنة سنة ويأبى عليهم حتى سألوه شهرا واحدا بعد مقدمهم ليتألفوا سفهاءهم فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى إلا أن يبعث معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة ليهدماها، وسألوه مع ذلك أن لا يصلوا وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم
فقال «أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من ذلك، وأما الصلاة فلا خير في دين لا صلاة فيه» فقالوا سنؤتيكها وإن كانت دناءة.
وقد قال الامام احمد حدثنا عفان ثنا محمد بن مسلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبى العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله ﷺ فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم، فاشترطوا على رسول الله ﷺ أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ولا يستعمل عليهم غيرهم، فقال رسول الله ﷺ «لكم أن لا تحشروا (١) ولا تجبوا ولا يستعمل عليكم غيركم، ولا خير في دين لا ركوع فيه» وقال عثمان بن أبى العاص: يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي. وقد رواه أبو داود من حديث أبى داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن حميد به. وقال أبو داود حدثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه عن وهب سألت جابرا عن شأن ثقيف إذ بايعت قال: اشترطت على رسول الله ﷺ أن لا صدقة عليها ولا جهاد،
وأنه سمع رسول الله ﷺ يقول بعد ذلك «سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا».
قال ابن إسحاق: فلما أسلموا وكتب لهم كتابهم أمر عليهم عثمان بن أبى العاص - وكان أحدثهم سنا - لأن الصديق قال يا رسول الله إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم
(١) أي لا يندبون الى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث إلخ. عن النهاية.