للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالوا: اللهمّ نسألك بحق محمد النبي الأمي الّذي وعدتنا أن تخرجه في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم، قال فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بعث النبي كفروا به. فانزل الله ﷿ ﴿وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآية. وروى عطية عن ابن عباس نحوه. وروى عن عكرمة من قوله نحو ذلك أيضا.

وقال ابن إسحاق: وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمود بن لبيد عن سلمة بن سلام بن وقش - وكان من أهل بدر - قال كان لنا جار من يهود في بنى عبد الأشهل، قال فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بنى عبد الأشهل. قال سلمة وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا على فروة لي مضطجع فيها بفناء أهلي، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار. قال فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له ويحك يا فلان أو ترى هذا كائنا؟ إن الناس يبعثون بعد موتهم الى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال نعم، والّذي يحلف به ويود أن له تحطة من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه وأن ينجون من تلك النار غدا قالوا له ويحك يا فلان فما آية ذلك؟ قال نبي مبعوث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده الى نحو مكة واليمن قالوا ومتى نراه؟ قال - فنظر الى وأنا من أحدثهم سنا - فقال أن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغيا وحسدا. قال فقلنا له ويحك يا فلان ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال بلى ولكن ليس به. رواه احمد عن يعقوب عن أبيه عن ابن عباس. ورواه البيهقي عن الحاكم باسناده من طريق يونس بن بكير.

وروى أبو نعيم في الدلائل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن محمد بن سلمة قال:

لم يكن في بنى عبد الأشهل الا يهودي واحد يقال له يوشع، فسمعته يقول - وإني لغلام في إزار - قد أظلكم خروج نبي يبعث من نحو هذا البيت. ثم أشار بيده الى بيت الله، فمن أدركه فليصدقه. فبعث رسول الله فأسلمنا وهو بين أظهرنا لم يسلم حسدا وبغيا. وقد قدمنا حديث ابى سعيد عن أبيه في اخبار يوشع هذا عن خروج رسول الله وصفته ونعته واخبار الزبير بن باطا عن ظهور كوكب مولد رسول الله ورواه الحاكم عن البيهقي باسناده من طريق يونس بن بكير عنه.

قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بنى قريظة قال قال لي: هل تدري عم كان إسلام ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد - نفر من بنى هدل، اخوة بنى قريظة كانوا معهم في جاهليتهم، ثم كانوا سادتهم في الإسلام - قال قلت لا، قال فان رجلا من اليهود من ارض

<<  <  ج: ص:  >  >>