والعلماء. ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ٢: ١٥٦ [١]] . وَكَانَ هَذَا الْخَبِيثُ قد أوقع في أهل فَارِسَ وَقْعَةً عَظِيمَةً، ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ قَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْمِيرَةِ شَيْءٌ كَثِيرٌ وَقَدِ اتَّسَعُوا بَعْدَ الضِّيقِ فَحَسَدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مَنْ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَخُوطِبْتُ فَقِيلَ: إنما أهل البصرة خبزة لك تَأْكُلُهَا مِنْ جَوَانِبِهَا، فَإِذَا انْكَسَرَ نِصْفُ الرَّغِيفِ خربت البصرة فأولت الرغيف القمر وانكساره انكسافه، وَقَدْ كَانَ هَذَا شَائِعًا فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى وقع الأمر طبق ما أخبر به. وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا كَانَ مَعَهُ شَيْطَانٌ يخاطبه، كما كان يأتى الشيطان مسيلمة وغيره. قال: ولما وقع ما وقع من الزنج بأهل البصرة قال هذا الخبيث لمن معه: إني صبيحة ذلك دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَرُفِعَتْ لِي البصرة بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَرَأَيْتُ أَهْلَهَا يُقَتَّلُونَ وَرَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تُقَاتِلُ مَعَ أَصْحَابِي وَإِنِّي لَمَنْصُورٌ عَلَى الناس والملائكة تقاتل معى، وتثبت جيوشى، ويؤيدونى فِي حُرُوبِي. وَلَمَّا صَارَ إِلَيْهِ الْعَلَوِيَّةُ الَّذِينَ كانوا بالبصرة انتسب هو حِينَئِذٍ إِلَى يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ كَاذِبٌ في ذلك بالإجماع، لابن يحيى ابن زَيْدٍ لَمْ يُعْقِبْ إِلَّا بِنْتًا مَاتَتْ وَهِيَ تَرْضَعُ، فَقَبَّحَ اللَّهُ هَذَا اللَّعِينَ مَا أَكْذَبَهُ وأفجره وأغدره.
وفيها في مستهل ذي القعدة وجه الخليفة جَيْشًا كَثِيفًا مَعَ الْأَمِيرِ مُحَمَّدٍ- الْمَعْرُوفِ بِالْمُوَلَّدِ- لِقِتَالِ صَاحِبِ الزَّنْجِ، فَقَبَضَ فِي طَرِيقِهِ عَلَى سعد بْنِ أَحْمَدَ الْبَاهِلِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ تَغَلَّبَ على أرض البطائح وأخاف السبيل. وفيها خالف محمد بن واصل الخليفة بِأَرْضِ فَارِسَ وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا. وَفِيهَا وَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ يُقَالُ لَهُ بَسِيلُ الصَّقْلَبِيُّ عَلَى مَلِكِ الرُّومِ مِيخَائِيلَ بْنِ تَوْفِيلَ فَقَتَلَهُ وَاسْتَحْوَذَ عَلَى مَمْلَكَةِ الرُّومِ، وَقَدْ كَانَ لِمِيخَائِيلَ فِي الملك على الروم أربع وعشرون سنة. وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَبَّاسِيُّ.
وفيها توفى مِنَ الْأَعْيَانِ.
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ
صَاحِبُ الْجُزْءِ الْمَشْهُورِ الْمَرْوِيِّ، وَقَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَقِيلَ بِسَبْعٍ، وَكَانَ لَهُ عَشَرَةٌ من الولد سماهم بأسماء العشرة. وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ يتردد إلى الامام أحمد بن حنبل ولد فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السنة عن مائة وسبع سنين وأبو سعيد الأشج. وبريد بن أخرم الطائي. والرواسي ذبحهما الزنج في جملة من ذبحوا من أهل البصرة. وعلى بن خشرم. أحد مشايخ مسلم الّذي يكثر عنهم الرواية.
وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ
أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، كَانَ عَالِمًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَالسِّيَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الِاطِّلَاعِ ثِقَةً عَالِمًا، رَوَى عَنِ الْأَصْمَعِيِّ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، وَأَبُو بكر بن أبى الدنيا وغيرهما. قتل بالبصرة في هذه السنة، قتله الزنج. ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى عنه الأصمعي أنه قال: