من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رضافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فترة من الناس، فنزلت فيه (ومنهم من يلمزك في الصدقات) الآية» قال أبو سعيد: فأشهد أنى سمعت هذا من رسول الله ﷺ وأشهد أن عليا حين قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الّذي نعت رسول الله ﷺ. ورواه البخاري عن أبى بكر بن أبى شيبة عن هشام بن يوسف عن معمر، ورواه البخاري من حديث شعبة، ومسلم من حديث يونس بن يزيد عن الزهري به، لكن في رواية مسلم عن حرملة وأحمد بن عبد الرحمن كلاهما عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أبى سلمة، والضحاك الهمدانيّ عن أبى سعيد به. ثم رواه أحمد بن محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن أبى سلمة والضحاك المشرقي عن أبى سعيد فذكر نحو ما تقدم من هذا السياق، وفيه أن عمر هو استأذن في قتله، وفيه «يخرجون على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالله» قال أبو سعيد: فأشهد أنى سمعت هذا من رسول الله ﷺ، وأنى شهدت عليا حين قتلهم، فالتمس في القتلى فوجد على النعت الّذي نعته رسول الله ﷺ. ورواه البخاري عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي كذلك.
وقال أحمد: قرأت على عبد الرحمن بن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى سعيد أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، ثم ينظر في القدح فلا يرى شيئا، ثم ينظر في الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق» قال عبد الرحمن: حدثنا به مالك - يعنى هذا الحديث - ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك به. ورواه البخاري ومسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أبى سلمة وعطاء بن يسار عن أبى سعيد به
وقال أحمد: حدثنا يزيد أنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة قال: جاء رجل إلى أبى سعيد فقال: هل سمعت رسول الله ﷺ يذكر في الحرورية شيئا؟ فقال: سمعته يذكر قوما يتعمقون في الدين يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم، وصومه عند صومهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أخذ سهمه فينظر في نصله فلم ير شيئا ثم ينظر في رضافه فلم ير شيئا، ثم ينظر في القذذ فيمارى هل يرى شيئا أم لا» ورواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يزيد بن هارون به.