للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحم قد علمه ولا تعلمون وعلم) ما في غد وما أنت طاعم غدا ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مسنتين (١) فيظل يضحك قد علم أن غيركم الى قريب». قال لقيط: قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا - وعلم يوم الساعة. قلنا يا رسول علمنا مما لا يعلم الناس ومما تعلم فانا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد، من مذحج التي تربوا علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها (٢) قال: تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك ﷿ يطوف بالأرض وقد خلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء تهضب من عند العرش فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه فيستوي جالسا فيقول ربك ﷿ مهيم - لما كان فيه - فيقول يا رب أمس اليوم فلعهده بالحياة يتحسبه حديثا بأهله.

قلت: يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تفرقنا الرياح والبلى والسباع. فقال: أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عليك (إلا) أياما حتى أشرفت عليها وهي شرية (٣) واحدة فلعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الاصواء (٤) ومن مصارعكم فتنظرون اليه وينظر إليكم. قال: قلت يا رسول الله وكيف ونحن ملء الأرض وهو ﷿ شخص واحد ينظر إلينا وننظر اليه فقال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه من أن ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما. قلت: يا رسول الله فما يفعل (بنا) ربنا إذا لقيناه؟ قال تعرضون عليه بادية له صحائفكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك ﷿ بيده غرفة من الماء فينضح قبلكم بها فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحدكم منها قطرة فاما المسلم فتدع على وجهه مثل الريطة (٥) البيضاء وأما الكافر فتخطمه بمثل الحمم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم وينصرف على أثره الصالحون فتسلكون جسرا من النار فيطأ أحدكم الجمر (ة) فيقول حس فيقول ربك ﷿ أو انه (٦) فتطلعون


(١) كذا في الحلبية: والأزل الشدة وفي المصرية مشفقين بدل مسنتين. وفي مسند احمد: آرلين آدلين مشفقين وكتب مصححه عليها علامة التوقف.
(٢) كذا في الأصول وفي مسند احمد قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس وما تعلم فانا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد من مذحج التي تربؤ (كذا بالهمز) علينا الى قوله: فأصبح ربك يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد.
(٣) الشرية: الحنظلة الخضراء.
(٤) الاصواء: القبور.
(٥) الريطة: المنديل.
(٦) كذا في الأصلين والمسند مع علامة التوقف والأوان: الحين والزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>