للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابت عن أنس بن مالك. قال: إني لأسعى في الغلمان يقولون جاء محمد فاسعى ولا أرى شيئا، ثم يقولون جاء محمد فاسعى ولا أرى شيئا، قال حتى جاء رسول الله وصاحبه أبو بكر. فكمنا في بعض خراب المدينة، ثم بعثا رجلا من أهل البادية يؤذن بهما الأنصار فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا اليهما فقالت الأنصار: انطلقا آمنين مطاعين. فاقبل رسول الله وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن أيهم هو، أيهم هو؟ فما رأينا منظرا شبيها به. قال أنس: فلقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض، فلم أر يومين شبيها بهما ورواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن محمد بن إسحاق الصنعاني عن أبى النضر هاشم بن القاسم عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بنحوه - أو مثله - وفي الصحيحين من طريق إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء عن أبى بكر في حديث الهجرة. قال: وخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت والغلمان والخدم يقولون: الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء رسول الله. فلما أصبح انطلق وذهب حيث أمر. وقال البيهقي أخبرنا أبو عمر والأديب أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي سمعت أبا خليفة يقول سمعت ابن عائشة يقول:

لما قدم رسول الله المدينة جعل النساء والصبيان يقلن:

طلع البدر علينا … من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا … ما دعا لله داع

قال محمد بن إسحاق: فنزل رسول الله فيما يذكرون يعنى حين نزل - بقباء على كلثوم ابن الهدم أخى بنى عمرو بن عوف ثم أحد بنى عبيد، ويقال بل نزل على سعد بن خيثمة، ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن الهدم: إنما كان رسول الله إذا خرج من منزل كلثوم بن الهدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وذلك أنه كان عزبا لا أهل له، وكان يقال لبيته بيت العزاب والله أعلم. ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف أحد بنى الحارث بن الخزرج بالسنح وقيل على خارجة بن زيد بن أبى زهير أخى بنى الحارث بن الخزرج.

قال ابن إسحاق: وأقام على بن أبى طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده، ثم لحق برسول الله فنزل معه على كلثوم بن الهدم فكان على ابن أبى طالب إنما كانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين. يقول كانت بقباء امرأة لا زوج لها مسلمة، فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج اليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه، فاستربت بشأنه فقلت لها يا أمة الله من هذا الّذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين اليه فيعطيك شيئا لا أدرى ما هو؟ وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟ قالت: هذا سهل بن حنيف،

<<  <  ج: ص:  >  >>