للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عرف أنى امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها فقال احتطبي بهذا، فكان على يأثر ذلك من شأن سهل بن حنيف حين هلك عنده بالعراق.

قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله بقباء في بنى عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده، ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة وبنو عمرو ابن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك. وقال عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال: وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه أقام فيهم ثماني عشر ليلة.

قلت: وقد تقدم فيما رواه البخاري من طريق الزهري عن عروة أنه أقام فيهم بضع عشرة ليلة، وحكى موسى بن عقبة عن مجمع بن يزيد بن حارثة أنه. قال: أقام رسول الله فينا - يعنى في بنى عمرو بن عوف بقباء - اثنتين وعشرين ليلة. وقال الواقدي: ويقال أقام فيهم أربع عشرة ليلة.

قال ابن إسحاق: فأدركت رسول الله الجمعة في بنى سالم بن عوف فصلاها في المسجد الّذي في بطن الوادي - وادي رانوناء - فكان أول جمعة صلاها بالمدينة. فأتاه عتبان بن مالك وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بنى سالم فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة. قال: «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» لناقته فخلوا سبيلها. فانطلقت حتى إذا وازت (١) دار بنى بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال من بنى بياضة فقالوا: يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة؟ قال «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» فخلوا سبيلها. فانطلقت حتى إذا مرت بدار بنى ساعدة اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو في رجال من بنى ساعدة فقالوا: يا رسول الله هلم إلينا في العدد والمنعة. قال «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا وازت دار بنى الحارث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبد الله بن رواحة في رجال من بنى الحارث بن الخزرج فقالوا: يا رسول هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة. قال «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا مرت بدار عدي بن النجار - وهم أخواله - دنيا أم عبد المطلب، سلمى بنت عمرو إحدى نسائهم، اعترضه سليط بن قيس وأبو سليط أسيرة بن خارجة (٢) في رجال من بنى عدي بن النجار فقالوا يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة؟ قال «خلوا سبيلها فأنها مأمورة» فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا أتت دار بنى مالك بن


(١) في المصرية: دارت، وفي الحلبية: وازت، وفي ابن هشام: وازنت. وذلك في جميع المواضع.
(٢) كذا في الأصلين، وفي الاصابة أسير بن عمرو بن قيس أبو سليط البدري. وفي ابن هشام أبو سليط أسيرة بن أبى خارجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>